تحديات تربية النشىء في العالم العربي

كتب- الدكتور / طارق العيسوي – مستشار الجمعية:

تأثير التقنيات المعاصرة في مجال المعلومات على شخصية النشء العربي:

  • لا نستطيع إنكار أن التقنيات والأدوات، والأجهزة الذكية، هي ركائز أساسية في حياتنا اليومية، والإنسان لم ولن يتوقف عن تطوير ما يخترعه، بغية زيادة مقدار الاستفادة وتوفير الوقت والجهد والمال.
  • التقنيات الحديثة أصبحت في نظام حياتنا اليومي، وكل المهن والتخصصات تعتمد على التقنيات الحديثة
  • المعلم يستخدم التقنيات الحديثة في التواصل مع الطلاب، والهيئات التعليمية داخل وخارج المدرسة، ولولا التقنيات الحديثة ما استطاع الطلاب مواصلة التعليم، والتواصل مع المعلمين خلال جائحة كورونا .
  • كما أنها احدثت نقلة نوعية في العديد من المجالات ومنها التعليم، والنقل والمواصلات، والأعمال المنزلية، والإعلام، والطب، والموسيقى، والتجارة، وغيرها.
  • أسهمت التكنولوجيا في التقليل من الاعتماد على الإنسان، والتخفيف من الأخطاء البشرية، وزيادة الإنتاجية .
  • كما أسهمت في التقليل من المجهود البدني، والذهني الفكري، وتيسير سهولة الحصول على المعرفة، والاطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة.
  • بالإضافة إلى ابتكار أنواع مختلفة من الترفيه وقضاء وقت الفراغ لدى النشء.
  • مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة.
  • كما سمحت التكنولوجيا بتخزين كميات هائلة من المعلومات.
  • كما ساعدت التكنولوجيا على تحقيق التسلية والمتعة، عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال ألعاب الكمبيوتر المختلفة.
  • توفير مصادر الأخبار طوال اليوم عبر المواقع الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي
  • إتاحة الفرص لذوي الإعاقة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي من خلال أخذ الحصص والدروس المختلفة.

السلبيات المرتبطة بالتقنيات الحديثة ( إذا استعملت بشكل خاطىء ) :تعرف « مخاطر الإنترنت » بأنها السلبيات التي قد يتعرض لها الأبناء أثناء استخدام الإنترنت، والتي من أبرزها الفيروسات وبرامج التجسس، والمواقع الإباحية، ومواقع الترويج للإرهاب، والمواقع الدينية المتطرفة، ومواقع العنف والانتحار، ومواقع القمار وإدمان الألعاب، ومواقع وبرامج الدردشة الغير هادفة، ومواقع الترويج للأفكار العنصرية، ومخاطر صحية من كثرة الجلوس أمام الكمبيوتر.

المشكلات النفسية والسلوكية الناجمة عن الإفراط في استخدام التقنيات الحديثة:

  • تشير الدراسات النفسية أن الإفراط في استخدام التقنيات الحديثة يتسبب في الإصابة بالأمراض النفسية مثل ” الاكتئاب والقلق والتوتر “
  • يتسبب الإفراط في إصابة النشء بالمشكلات السلوكية ومنها “العدوان والكسل واللامبالاة والاعتمادية” .
  • الشعور بالوحدة، والشعور بالضعف، والابتعاد عن الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والترفيهية مما يزيد من المشكلات النفسية
    المشكلات الصحية والتعليمية والكلامية الناجمة عن الإفراط في استخدام التقنيات الحديثة:
  • التأثير السلبي على حاسة السمع، والعينين، والتسبب في اضطرابات النوم
  • التأخر اللغوي والكلامي لدى النشء، والعجز في المهارات الاجتماعية، ومهارات التواصل اللفظي أو الحركي .
  • التأخر الدراسي عند الإفراط وعدم المتابعة من المحيطين.
  • التأخر في المهارات التعليمية الأساسية ومنها الكتابة والرياضات الذهنية .
  • تغير في أنماط الاستهلاك، وزيادة التكاليف المالية على الأسرة لتوفير الأجهزة والأدوات ، خاصة أنها في حالة تحديث مستمر .
  • زيادة النفايات الناتجة من التكنولوجيا.
  • انعدام خصوصية الإنسان، وسهولة التجسس، والتعرف على الموقع الجغرافي، ووفقد الخصوصية ، فضلا عن التعرض لعمليات القرصنة.
  • زيادة نسب البطالة ، وانخفاض أجور العمال
  • الحرص على التدريب والتمرس على مهارات الاستخدام، والابتعاد عن الاستخدام العشوائي للتقنيات، مما يؤدى إلى الإدمان على استخدام التكنولوجيا وإهمال الأنشطة الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، وحتى العمل والإنجاز والتعليم، وممارسة الرياضة.
    دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية في مواجهة المخاطر المحدقة بالنشء:
  • ينبغي غرس الأخلاق، والقيم، والوعي اللازم لاستخدامات الإنترنت، ومن الطبيعي أن ذلك لا يكون إلا إذا توفرت أسر واعية ومستقرة، يسودها الحب والتفاهم، والعلاقات الإيجابية بين الكبار والصغار.
  • تعرف أصول التنشئة الصحيحة في مواجهة مخاطر شبكة الإنترنت وغير ذلك من تقنيات، لإن الأسر المفككة التي يسودها القسوة، والنبذ، والحرمان، والتفرقة، أو الإفراط في الرعاية، تجعل الصغار والمراهقين يهربون من هذا الواقع المؤلم، من المشاكل الأسرية إلى الآلة ليتوحدوا معها فلا يستجيبون لنصائح أو إرشادات الكبار من حولهم، يصبح مرجعهم شبكة الإنترنت وما تحتويه من عوامل بناء أو هدم.
  • ضرورة تنمية مهارات الآباء في استخدام التقنيات، ومتابعة الجديد والاطلاع على آخر المستجدات فيها، ومن الضروري أن تقوم الأسرة بوضع برامج مراقبة على الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت.
  • ضرورة توعية الأبناء بالمخاطر بين الحين والآخر، مع تعليمهم الاستخدام الصحيح بالتطبيق المباشر، والدخول على المواقع الجيدة، وفي نفس الوقت يجب أيضًا عدم التعويل على برمجيات الحماية المتوفرة الآن لحجب المواقع والمعلومات السيئة على شبكة الإنترنت، لأن الأبناء الآن وهم ماهرون أكثر مما نتوقع في استعمال الكومبيوتر والإبحار في شبكة الإنترنت، قد يستطيعون فك شفرات الحظر، وبالتالي ارتكاب أخطاء أو انحرافات غير حميدة.
  • وجوب تنظيم استخدام أفراد الأسرة للإنترنت لساعة أو اثنتين على الأكثر يوميًا، دون طغيان على أوقات الحاجات والمتطلبات الشخصية الأخرى، وذلك لأن الأبناء لديهم حاجات شخصية، ومدرسية، وأسرية، وحياتية أساسية أخرى يجب الوفاء بها بجانب الإبحار على شبكة الإنترنت، الأمر الذي يقتضي منهم توزيع أوقاتهم اليومية بمساعدة وتوجيه الأسرة كلما لزم.
  • وجوب تشجيع الأبناء علي التحدث عن أي شيء يشاهدونه أو يطّلعون عليه بشبكة الإنترنت سواء كان جيدًا ومفيدًا، أو سلبيًا محرجًا أحيانًا.
  • يجب وضع الكمبيوتر في مكان مرئي بالمنزل من الجميع كي تتمكن الأسرة من مراقبة أبنائها عن كثب، وإعلام الأبناء أن كل ما يفعلونه على شبكة الإنترنت مراقب بشكل دوري، حيث يمكن أن يسهم ذلك تلقائياً في انضباط الأبناء ذاتيًا والابتعاد عن الاستخدام السلبي للكمبيوتر والإنترنت.
  • وجوب التنبيه على الأبناء بعدم إعطاء أي معلومات شخصية كالعنوان أو رقم الهاتف أو اسم المدرسة وعنوانها أو اسم أحد الوالدين لأصدقائهم علي شبكة الإنترنت
  • وجوب التعرف على أصدقاء الأبناء على شبكة الإنترنت، كما يجب تحذيرهم من تصديق أي حديث أو معلومات علي شبكة الإنترنت، لأن هناك أشخاص قد يغيرون هوياتهم لأغراض فاسدة أو منحرفة، فذلك قد يُجنب الأسرة والأبناء الوقوع في شراك مواقع أو جهات منحرفة.
  • يجب أن يكون استخدام شبكة الإنترنت لتحقيق غرض إيجابي محدد: علمي، أو ثقافي، أو دراسي، أو اجتماعي، أو ترفيهي، أو تربوي …إلخ، دون استخدامها في إهدار الوقت،
  • وجوب توعية الأبناء حول المخاطر والمشاكل المحتملة على شبكة الإنترنت، حفاظًًا عليهم من الانحراف والوقوع في مكائد الغير، فينطبق هذا السلوك الأسري الإداري الوقائي في واقع الحياة اليومية، على عمل الأبناء في عالم مجهول غير مرئي على شبكة الإنترنت.
  • وجوب تعليم الأبناء ثقافة وآداب استخدام شبكة الإنترنت، والابتعاد عن الألفاظ المسيئة والذم والسباب على شبكة الإنترنت، والتحلي بالأدب واللياقة والقيم الاجتماعية السائدة في التعامل مع الغير على شبكة الإنترنت
  • وجوب تربية الأبناء على مبادىء الأمانة و الصدق و صراحة الكلام.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى