كلمـة سعـادة الشيـخ / ثانـي بـن عبـدالله آل ثانـي
العمل في حقل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة له دوافعه التي لا يؤطرها فقط ذلك الجانب الإنساني الحافز لمعاونه هذه الفئات من ذوي الإعاقات المختلفة كبشر لهم استحقاقاتهم، وينبغي أن يكون لهم موقعهم وفرصا متاحة لهم. ولكن من بين هذه الدوافع أيضاً حاجة المجتمع لتعميم النعم والخيرات التي يرفل فيها أفراده لتشمل أيضاً هذه الفئات وليتم انتشالها مما خلقت به قدريا لانتزاع ذلك الشعور الغائر في ذواتهم بأن عجزا ما أو قصورا في طاقة يحرمهم من فرص متاحة لإخوانهم الأسوياء.
الرعاية والاعتناء بذوي الإعاقات هو بواقع الأمر جزء من الفطرة السليمة والخيرة التي جبل عليها مجتمعنا وعرفها أجدادنا ويواصلها الأبناء والأحفاد بغية تكوين منظومة مؤسسية تحقق لهؤلاء الأفراد الفرص كافة التي يمكنها أن تحولهم إلى طاقات منتجه والى أفراد لا تحاصرهم إعاقاتهم في زوايا معتمه من الحياة.
وبالوسع أن أسجل في هذه السطور بكل أمانة ودقة، أن في مجتمعنا عقول مستنيرة، وأيادي خيره، وطاقات رءوم في إنسانيتها قادت جهود رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ورسمت لهذه الرعاية سياسات تضلاهي- أن لم تتفوق- على مثيلتها في دول متقدمة.
ففي مجتمعنا الناهض والعظيم في قيمة ومثله ومبادئه ومرتكزاته قد أنجب هذه السيدة العظيمة صلاحبه السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند ليكون جهودها في هذا الصدد محل اهتمام العالم اجمع، ولتكون المؤسسات التي إقامتها والتي أصبحت من أهم المؤسسات الاجتماعية لرعاية وعلاج هذه الفئات في عصرنا الراهن.
وهذه الريادة المقصود بها والاسوه الحسنة والعظيمة لا يكفي المرء أن نكتفي بتثمين جهودها ومشاركة العالم تقديرها وتبجيلها، بل يتطلب منا جميعا أن نكون طاقة عمل وبذل وعطاء نوعي في مجال رعاية ذوي الاحتياجات.
مثلما يقتضينا الأمر الإبداع في إدارة هذه المؤسسات ورسم سياسات جديدة وطموحة لها لترجمة هذه الأهداف وتخويلها إلى واقع له نتائج ملموسة ولها صدى.
واليقين أن الرعاية والاعتناء بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة صار من الدلالات والمعايير العالمية التي تقنن في المجتمع تحضره وتدل على نبل وعظمة مثله وقيمه. ذلك لأن هذه الفئات لا يكون الاعتناء بها لمجرد أضافه طاقة أقتصادية إلى طاقة الأسوياء ولكنها واجب وضرورة تضيف إلى الضمير الجمعي في المجتمع ارتياحا كونه مد اليد بسخاء واهتمام إلى هذه الفئات وهم فلذات أكبادنا وأشقائنا وأبناءنا الذين لابد من أن نأخذ بأيديهم إلى عالم رحب مليء بالمتغيرات، ويسهر ببحوثه وابتكاراته ومنتجه العلمي المتنوع لتذليل كافة العقبات وتقديمه البدائل التي تدحض هذه الإعاقات وتعالجها ان تقزم من آثارها.
ومن ذلك فان كل أسرة قطرية اليوم عليها ألا تتعامل مع الإعاقات التي تستقبلها بمثل ما كانت تتعامل معها في السابق ذلك لان بلدنا قطر بفضله قيادته الحكيمة نجحت في توفير عدة مؤسسات اجتماعية يشار لها بالبنان. والخدمات فيها مثالا تحتذي، والطاقات المتاحة لها تتفوق على مثيلتها في دول متقدمة.
أننا جميعا مطالبين بان نواصل الجهد من أجل هذه الفئات وأن نضيف إلى بذل سديد لمجتمعنا في هذا المجال. من ذلك بأن جمعيتنا وهي الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الفاصلة قد صار لها رصيد كبير نسهر على تطويره ومواصلته وتحديثه ليتماشى مع تطورات في مجتمعنا والعالم.
ولنكون جزءا من منظومة مجتمع أنشأ وأضاف وشيد مؤسسات عظيمة لهذه الفئات. يؤدي رسالته بصدق ووفاء برغبة خالصة أن تكون الجمعية جزء من مؤسسات المجتمع المدني القطري التي تلعب دوراً بارزا ومهما. وذلك بفضل نخبه العاملين فيها والذين نقدر لهم جهودهم، ونثمن لهم أدوراهم راجين لنا جميعا السداد في خدمة قطرنا وشعبها الوفي العظيم.
ثاني بن عبد الله آل ثاني
رئيس مجلس الإدارة