خبراء مؤسسة قطر: حضور جماهيري أقوى لذوي الاحتياجات في المونديال
الحضور لا يقتصر على من يعانون من إعاقة حركية ويشمل جميع الفئات
تدريب جميع المتطوعين على تسهيل الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة
247 متطوعاً حصلوا على تدريب مكثف.. وتعديلات لضمان أفضل تجربة
نُظمت أمس، جلسة نقاشية احتضنها المركز الإعلامي للدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™ في مشيرب قلب الدوحة، بمشاركة عدد من الخبراء، بينهم مارك داير، متخصّص في التسهيلات والتصميم الشامل، ومستشار إدارة البرامج في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وذلك بهدف تسليط الضوء على وردود الفعل بشأن الوصول الميسر في هذه البطولة.
وأكد خبراء من مؤسسة قطر أن نسخة مونديال فيفا قطر 2022، من الملاحظ فيها الحضور الجماهيري القوي من كافة انحاء العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن هذا لا يقتصر على من يعانون من إعاقة حركية، بل من جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكشفوا في تصريحات خاصة لـ «العرب» عن تدريب جميع المتطوعين في كأس العالم على تسهيل الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى تدريب فئة محددة من المتطوعين بشكل مكثف من ناحية سهولة النفاذ ومساعدة المشجعين في مناطق معينة التي قد يحتاجون فيها لمساعدة، وبلغ عدد المتطوعين الحاصلين على تدريب مكثف لتوفير مساعدة أكبر لذوي الاحتياجات الخاصة 247 متطوعا.
وأشاروا إلى أن بعض الأمور تم تعديلها بما يجعل وصول ذوي الإعاقة أيسر، من بينها مناطق الطعام الموجودة في الاستادات، كما تم العمل على طرق النفاذ للوصول في الاستاد التي جرى عليها تغييرات بسيطة من الناحية البصرية، حيث تم التحسين بصورة كبيرة من تجربة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال مارك داير: «لا يتعلق الأمر فقط بالتوجه لحضور مباراة لكرة القدم – فقد كنا في حاجة لتوفير العديد من الأمور الأخرى. لقد ذهبنا إلى أبعد من مجرد التركيز على ما سنقدمه في الملاعب، وهذا يشكل في حد ذاته تحديًا لأنه كلما عملنا على توفير المزيد من المقاعد ذات الوصول الميسر لحضور في المباريات، زاد الطلب الذي ينبغي علينا وعلى بقية الدولة الاستجابة له من حيث الإقامة والنقل والمعالم الترفيهية».
أضاف قائلا: «لقد أصبحنا نرى عددًا كبيرًا من الأشخاص ذوي الإعاقة يشاركون في الفعاليات والأنشطة مثل مهرجانات المشجعين والكورنيش ومناطق أخرى. لذلك، حتى لو أتيت إلى هنا بهدف مشاهدة المباريات، فإنه بإمكانك أيضًا الاستمتاع بأماكن توفر لك الهدوء والراحة، وتوفر لك تجربة شاملة».
تابع: «أعتقد أننا نقترب أكثر فأكثر من الهدف الذي نطمح إلى تقديمه. نحن نعمل عن كثب هنا مع العديد من الأشخاص لنستوعب أي مشكلة قد تطرأ، ونكون على دراية بما يمكننا القيام لتقديم المساعدة المطلوبة، علاوة على تشجيع الناس على مشاركة أفكارهم وتجاربهم».
وبالموازاة مع دعم مؤسسة قطر لتنظيم النسخة الأفضل من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 من حيث الوصول الميسّر، شارك خبراء من المؤسسة في تسليط الضوء على الجهود المبذولة في مجال الوصول الميسّر والمبادرات التي أطلقتها مؤسسة قطر، بدءًا من مدارسها المتخصصة، مثل أكاديمية ريناد وأكاديمية العوسج، وصولًا إلى برنامجها «لكل القدرات»، وغرف المساعدة الحسية، والتعليق الوصفي السمعي على مباريات كرة القدم، وبرنامج «متطوعو تسهيل الوصول» و الدليل الشامل لجميع القدرات.
وفي نفس السياق، قالت نهال الصالح، مدير برامج في إرثنا: مركز لمستقبل مستدام، عضو مؤسسة قطر، ومستشار في مجال الوصول الميسًر: «ما نقوم به كمؤسسة هو إطلاق العنان للإمكانيات. فمن خلال توسيع مجال الوصول، فإننا نرفع بذلك من حجم المشاركة، وهذا لن يفيد الأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل أيضًا جميع أفراد المجتمع، وهو ما لمسناه لدى تطرقنا المزايا التي أحدثها الوصول الميسر».
وأضافت: «إنها مسيرة مستمرة، وستبرز جوانب أخرى لنركّز عليها في هذه الرحلة، لكن القصة سوف لن تنتهي هنا. لقد بدأت قبل كأس العالم، وستتجاوز هذه المحطة لتفضي إلى قطر بأسرها، وتقدّم نموذجًا رائعًا للعالم».
وقالت نهال محمد الصالح، في تصريحات خاصة لـ «العرب»: لاحظنا حضورا جماهيريا أقوى من كافة انحاء العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا لا يقتصر على من يعانون من إعاقة حركية، بل من جميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت: هذا الحضور من الأمور التي نسعد ونفتخر به، كما أننا انتبهنا إلى الأمور غير المتاحة من قبل في كؤوس العالم الماضية، مثل الغرف الحسية، فنحن نفخر بتوفير الغرف الحسية في كأس العالم فيفا قطر 2022، لأول مرة في بطولة كأس العالم، وإن شاء الله تكون بداية لتوفيرها بالنسخ المقبلة من البطولة، إضافة إلى سهولة النفاذ أكثر للمشجعين في كؤوس العالم.
وتابعت الصالح: جميع المتطوعين في كأس العالم فيفا قطر 2022 تدربوا على تسهيل الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكننا في مؤسسة قطر أكدنا على تدريب فئة محددة من المتطوعين، فحصلوا على تدريب مكثف من ناحية سهولة النفاذ ومساعدة المشجعين في مناطق معينة التي قد يحتاجون فيها لمساعدة.
وكشف نهال الصالح لـ «العرب» أن عدد المتطوعين الحاصلين على تدريب مكثف لتوفير مساعدة أكبر لذوي الاحتياجات الخاصة بلغ 247 متطوعا.
وأوضحت أن بعض الأمور تم تعديلها بما يجعل وصول ذوي الإعاقة أيسر، من بينها مناطق الطعام الموجودة في الاستادات، حيث عملت مؤسسة قطر مع اللجنة العليا للمشاريع والارث على تغيير من ارتفاع هذه الطاولات، كما تم العمل على طرق النفاذ للوصول في الاستاد التي جرى عليها تغييرات بسيطة من الناحية البصرية، حيث تم التحسين بصورة كبيرة من تجربة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشادت نهال الصالح بتعاون اللجنة العليا للمشاريع والارث في التعامل مع المقترحات المقدمة لهم من مؤسسة قطر، مضيفاً: سعداء جداً أن اللجنة العليا صحبونا في هذه الرحلة، واعتبروا مؤسسة قطر جزءا من الفريق الذي عمل على تحسين تجربة ذوي الاحتياجات الخاصة، ونحن شاكرين لهم على مساعدتهم، وهم دائماً يرحبون بمقترحاتنا، ويعتبروننا جزءا من فريق عملهم.
استضاف استاد المدينة التعليمية أولى المباريات المقامة على أرضيته ضمن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™ يوم الثلاثاء، مما أتاح فرصة للتفكير بشأن ما قدمته تجربة المشجعين في المدينة التعليمية من حيث الوصول الميسّر بالنسبة للجماهير الذين حضروا المباراة بين الدنمارك وتونس.
في هذا الصدد، قالت بروك ريد، مدير المشاركة المجتمعية والتنشيط في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر: «إننا جميعًا نستمتع بكرة القدم والفعاليات بطرق مختلفة، لذلك من المهم تمكين الأشخاص الذين يأتون عبر وسائل النقل عند قدومهم إلى المترو ومناطق ركن السيارات، وذلك من خلال الحرص على وصولهم إلى الاستاد بطريقة آمنة ومريحة، عبر توفير أسطح لمسية تلبي احتياجات أولئك الذين لديهم استجابة حسية ضعيفة، أو النفق الذي يمكن دخوله بالكراسي المتحركة».
وأضافت: «بالموازاة مع التطور الذي سنعاينه، سنقوم بتحديث منشآتنا ومهاراتنا الشخصية، وقد عملنا مع متطوعي تسهيل الوصول للتأكد من أنهم سيساعدون على الوجه الأفضل الجمهور عند مجيئه إلى الاستاد».
كما شهدت الجلسة النقاشية مشاركة الدكتورة جوزيليا نيفيس، الأستاذ والعميد المشارك لشؤون التيسير والمشاركة الاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة، التابعة لمؤسسة قطر، التي قالت: «عندما كنا بصدد الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، وجدنا أنفسنا نخوض في مجالات لم يسبق لنا التطرق إليها من قبل. لقد بدأنا بتعليم وتدريب الخبراء الموجودين الآن لتقديم هذه الخدمات على أرض الواقع».
أضافت: «لقد وقفنا عن كثب على مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة بأنفسهم وإسهامهم، سواء من حيث انخراطهم العملي أو المساعدة التي قدموها في سبيل في تصحيح ما لم يكن مثاليًا من قبل. هذا هو الأهم، وهو ما يُسهم في تعزيز التقدم المجتمعي الذي نسعى إلى تحقيقه».