الكفيف يرى الكرة لأول مرة في ملاعب المونديال !

  • طالب عفيفة: وصف سمعي وعربات جولف ومرافق لكل كفيف
  • فهد الهاجري: المرافق والبنية التحتية بالبطولة تنهي الصعوبات
  • هُمام كدر: فخور بالتعليق.. وهذا المونديال لكل البشر

حظي مشجعو كرة القدم من ذوي الاحتياجات الخاصة، بمن فيهم فئة المكفوفين وضعاف البصر حتى الآن بفرصة الاستمتاع بتجربة متابعة مباريات بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 إلى جانب الحفل الافتتاحي للمونديال، من خلال خدمات الوصف الصوتي التي وفرتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث في ملاعب البيت ولوسيل والمدينة التعليمية، التي يتم العمل بها للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
وأشاد عددٌ من الخبراء بالتسهيلات المُقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة خلال المونديال، عبر تسهيل وصول ذوي القدرة المحدودة على الحركة، مروراً بخدمة الوصف الصوتي لوقائع المباريات، وإلى مساحات لاسترخاء المصابين بالتوحّد: من خلال هذه الغرف الحسّية المتوفرة في ثلاثة استادات وبعض مناطق المشجّعين، نجح المونديال بإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة بالتمتّع بالعرس الكروي.

الاستاذ طالب عفيفة عضو مجلس الادارة

سهولة الوصول
وأشاد السيد طالب عفيفة، عضو مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بالإجراءات التي أتاحت سهولة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة بما فيها شبكة النقل الحديثة التي تفي باحتياجات ذوي الإعاقة، منوهاً بمستوى الدقة والتنظيم الذي يميز هذه البطولة حيث تم تخصيص، لكل شخص من ذوي الإعاقة يحمل تذكرة لحضور المباريات، مرافق يصاحبه ويدخل معه المباريات مجاناً دون مقابل.
وأشار إلى تخصيص متطوعين مدربين على مهارات التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة باختلاف نوعها وكذلك استخدام الوصف السمعي باللغة العربية لأول مرة في البطولة العالمية، بالإضافة إلى تدريب عددٍ من المعلقين على أدوات الوصف السمعي للمباريات، حيث تم عمل بروفات تحضيرية في البطولات السابقة وكان آخرها كأس العرب استعداداً لهذا المونديال.

18 معلقاً
من جانبه، استعرض المشجع السعودي فهد الهاجري أهم المشاريع والخدمات التي قدمها المونديال لفئة المكفوفين، ما جعلها البطولة الأولى في تاريخ كأس العالم في توفير البيئة المناسبة لذوي الإعاقة عامة، والإعاقة البصرية خاصة، من بينها: تخصيص أكثر من 18 معلقاً لوصف المباريات، وتوفير رقم مجاني عند الوصول إلى محطة المترو لتوفير شخص يساعد الكفيف والمحتاجين، وتجهيز المتحف الوطني بالتقنيات الحديثة وتوفير كتب بطريقة برايل مع ضمان سهولة الدخول والخروج للكفيف.
وأشار الهاجري- عبر حسابه على تويتر – إلى إمكانية معرفة الكفيف بأنواع الأشجار الموجودة في الحدائق عن طريق الأكواد المخصصة مؤكدا أن هذه الخاصية «بحد ذاتها إنجاز»، إلى جانب تدريب المتطوعين على التعامل مع المكفوفين وإرشادهم، منوهاً بقيام المتطوعين عند دخول الكفيف بتحميل تطبيق الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وربط هاتف الكفيف بالإنترت لتوصيل خدمة الوصف الصوتي.

تذليل الصعوبات
وأشار الهاجري إلى تجهيز الحدائق والممشى بأحدث المواصفات ما يجعل الكفيف ينتقل بسهولة وأريحية، مع توفير عربات النقل عند كل استاد لخدمة ذوي الإعاقة وكبار السن.
وأعرب عن شكره وتقديره للخدمات الجليلة التي قُدمت لذوي الإعاقة بكل الفئات داخل ملاعب المونديال، مشيدا بتجهيز المرافق والبنية التحتية وتسهيل كافة الصعوبات لذوي الإعاقة البصرية.
وخلال تواجده بملاعب المونديال لفت الهاجري الأنظار عندما رفع قميصاً مكتوباً عليه باللغتين العربية والإنجليزية «الكفيف يرى العالم في قطر».

‏نقل التفاصيل
من جهته، أعرب هُمام كدر عن اعتزازه بذوي الإعاقة البصرية من خلال التعليق الخاص، وقال – عبر حسابه الشخصي-: فخور جداً بتعليقي على مباراتي الأولى في كأس العالم للإخوة المكفوفين وضعاف البصر، من استاد الجنوب في مباراة الكاميرون وصربيا 3-3 في كأس العالم فيفا قطر 2022™️. هذا المونديال حرفياً لكل البشر.
وشارك أربعة مُعلِّقين من طلاب وخريجي برنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية والبصرية بجامعة حمد بن خليفة، باللغتَين العربية والإنجليزية، خلال الحفلَ الافتتاحي للبطولة، في حين يواصل 19 معلِّقاً تقديم هذه الخدمة خلال المباريات وعلى مدار البطولة، تماشيًا مع التزام مؤسَّسة قطر بإتاحة الوصول الميسر ضمن مهامها الرئيسية وفي إطار دعمها بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وذلك بعد تقديمها بنجاح للمرَّة الأولى خلال بطولة كأس العرب.
ويتضمن الوصف الصوتي على مباريات كرة القدم «تقديمَ وصف دقيق لكلّ التفاصيل في الاستاد، بحيث لا يقتصر ذلك على اتجاهات كرة القدم وحركة اللاعبين فقط، بل يتناغم مع كلّ الأصوات في الاستاد، لخلق صورة متكاملة تُمكِّن المشجعين المكفوفين وضعاف البصر من الانغماس في التجربة ومعايشة المشهد بكل تفاصيله».
ويعكس الدعم الذي تقدِّمه مؤسسة قطر لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022™️ عبر المبادرات والفعاليات والابتكارات المتنوِّعة التزامَنا بإتاحة الوصول الميسَّر والشمولية من أجل تمكين جميع الأفراد من مختلف الأعمار والقدرات والثقافات وغيرها من الاعتبارات ليكونوا جزءاً من الحدث الرياضي الأكبر في العالم، والاستمتاع به.

صورة ضوئية لما نشرته جريدة العرب

الوصول الميسر
تقع إتاحة الوصول الميسّر سواءً للمعرفة أو الفرص في صميم منظومة مؤسسة قطر ومهمتها، انطلاقًا من إيمانها بضرورة توفير فرص التطوُّر والمشاركة والاستكشاف للجميع دون أي حواجز».
الجديد في هذه النسخة من كأس العالم هو استحداث غرف مخصّصة لإراحة الأشخاص المصابين بالتوحّد أو الذين يعانون اضطرابات في المعالجة الحسّية.
وتتوفر «الغرف الحسّية» في ثلاثة استادات (البيت، ولوسيل، والمدينة التعليمية)، في حين تم تخصيص ستّ غرف أخرى مماثلة على مقربة من مناطق المشجعين الرئيسية ومن استاد المدينة التعليمية.
ويمكن لحَمَلة التذاكر المخصّصة لذوي الحاجات الخاصّة ومرافقيهم (يحقّ لكلّ منهم بمرافق واحد تذكرته مجانية) أن يتابعوا المباراة من مدرّج الملعب كسائر المتفرجين، لكن إذا أصبح الجو ضاغطاً بعض الشيء، فإن الغرف الحسية توفّر بيئة هادئة وآمنة يمكنهم الانسحاب إليها لمواصلة الاستمتاع بالمباراة.
وهذه الغرف التي يتّسع كلّ منها لحوالي 10 أشخاص، مزوّدة بنوافذ كبيرة تسمح لمن يداخلها بمواصلة مشاهدة المباراة في بيئة خالية من الضوضاء.
وفي كلّ من هذه الغرف، فُرُش ملوّنة للجلوس عليها، وحصائر حسّية للمسها، وبروجكتورات، ومصابيح ليد وألياف ضوئية منيرة، وهي أدوات يمكن للأطفال والشبّان أن يلتهوا بها إذا ما تعرّضوا للتوتّر بسبب الجو الضاغط في المدرّجات.
وقد طرحت فكرة استحداث هذه الغرف خلال اجتماعات عُقدت منذ 2016 حول موضوع تسهيل الوصول لذوي الحاجات الخاصة إلى فعاليات المونديال. وجرى اختبار هذه الغرف للمرة الأولى خلال العامين الماضيين خلال استضافة قطر بطولتَي كأس العالم للأندية وكأس العرب واللتين كانتا بمثابة بروفة لكأس العالم.
الجديد الآخر في مونديال قطر هو تطبيق مجّاني سيسمح للأشخاص الذين يعانون مشكلات بصرية بمتابعة وقائع كلّ المباريات، بالإضافة إلى حفلتَي الافتتاح والختام، من خلال وصف صوتي باللغتين العربية والإنجليزية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى