تجربة غير مسبوقة لذوي الإعاقة.. مشجعون يرافقون اللاعبين إلى أرضية الاستاد

شهدت بطولة كأس العالم مشاركة مشجعين من ذوي الإعاقة في مرافقة نجوم المنتخبين المتنافسين قبيل كل مباراة، من نفق اللاعبين إلى أرضية الاستاد، وخلال عزف النشيد الوطني لكلا الفريقين، ثم الانتقال إلى مدرجات الاستاد لمتابعة المباراة وسط الجمهور، في تجربة استثنائية تعكس نجاح قطر في استضافة النسخة الأكثر إتاحة لذوي الإعاقة في تاريخ كأس العالم.
ومن بين هؤلاء المشجعين الطفل «إيدن بيل»، البالغ من العمر 10 سنوات، والذي رافق لاعبي منتخب إنجلترا قبل مباراته في ربع النهائي أمام منتخب فرنسا في استاد البيت، ما شكّل لحظات من الفخر والسعادة لوالده جورج وهو يتابع طفله برفقة قائد منتخب الأسود الثلاثة، هاري كين.
وقال جورج، الذي يعمل محاسباً في قطر منذ أكثر من خمس سنوات: «كان أمراً مذهلاً للغاية، لا يمكن لأي كلمات أن تصف مدى فخري بتلك اللحظة، فالاستماع إلى عزف النشيد الوطني لبلادي في ربع نهائي كأس العالم، بحضور إيدن مرافقاً للاعبين كان حدثاً لا يصدق بالنسبة لي».
وأضاف: «مزايا الإتاحة وسهولة الوصول والحركة لذوي الإعاقة في هذه النسخة من المونديال رائعة للغاية، فقد جرى مراعاة كل التفاصيل، منذ لحظة الوصول في مواقف السيارات واللوحات الإرشادية والبنية التحتية للمرافق، فضلاً عن جهود أفراد الأمن والمتطوعين. الجميع متعاونون للغاية، إيدن يعشق حضور المباريات.
من جانبه، أعرب أحمد البحار، الذي جرى اختياره لمرافقة المنتخب الفرنسي قبيل انطلاق المباراة، عن سعادته بمستوى الإتاحة وسهولة الحركة في البطولة، وقال: «هذه التجربة الأولى في حياتي، كان حلماً، في تلك اللحظة لم أصدق أني كنت على أرضية الملعب، كأنني كنت في مكان آخر، لقد كان الأمر مذهلاً».

غرفة حسية داخل احدى ملاعب المونديال

وأضاف: «هذه أفضل تجارب الإتاحة التي مررت بها في حياتي، منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى الاستاد وجدت الجميع متعاونين للغاية».
هذا وقد نجحت اللجنة العليا في استضافة النسخة الأكثر إتاحة في تاريخ المونديال، حيث تضمنت مجموعة واسعة من مزايا الإتاحة، بما فيها خمسة أنواع من المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة، والغرف الحسية لذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، وإتاحة التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والانجليزية للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية.
وقال السيد خالد النعمة، المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية باللجنة العليا: «كان هدفنا منذ البداية استضافة النسخة الأكثر إتاحة وسهولة في الوصول والحركة لذوي الإعاقة في تاريخ المونديال، ونحن الآن فخورون للغاية برؤية خططنا قد نفذت بنجاح على أرض الواقع».
وأضاف: «تلقينا إشادات واسعة من مجتمع ذوي الإعاقة، ونحن فخورون بأن التزامنا في هذا المجال سيساعد في تعزيز مزايا إمكانية الوصول والحركة في قطر وفي جميع أنحاء المنطقة. ومن المؤكد أن هذا سيكون من أهم جوانب الإرث الدائم للنسخة الأولى من كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي».
من جانبها قالت السيدة هلا الأوسطة، مديرة التنوع والإتاحة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): «كانت الشمولية وسهولة الوصول والحركة من أهم مقومات تنظيم البطولة، وقد جرى تضمينها من خلال استراتيجيات متنوعة، ويمكن رؤيتها في استادات البطولة الثمانية، بما في ذلك البنية التحتية ومواقف السيارات لذوي الإعاقة، وأنواع المقاعد الخمسة المخصصة لهم، ودورات المياه والغرف الحسية».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى