أخصائيون: ترك الأبناء للعاملة المنزلية يسبب أمراضاً نفسية طويلة الأمد
أكدت المسؤولة التربوية منيرة الهاجري على ضرورة عدم ترك تربية الأبناء للعاملة المنزلية رغم كل الظروف، وأن التربية تقع على عاتق الأم بالدرجة الأولى ويجب ألا توكل هذه الوظيفة لأحد لكي لا تخسر أبنائها.
وقالت الهاجري صاحبة روضة بيت الجدة والمرح في تصريح لموقع الشرق إن قيام المربية والخادمة بتربية الطفل يؤثر سلبياً على النمو اللغوي لديه، كما أن الاعتماد على الخادمات في تربية الأبناء خطر كبير وله العديد من السلبيات، حيث إن اختلاف الثقافات والتقاليد يؤثر على الأطفال ويهدد هويتهم.
وعن طبيعة الأمر الواقع بوجود مربية في المنزل كما في عديد البيوت القطرية بحكم ظروف عمل الأم فقد نبهت الهاجري لمجموعة من العوامل التي يجب على الوالدين اتباعها لتخفيف تأثير العوامل السلبيلة التي تقع على أبنائهم بمايلي:
- اهتمام الآباء والأمهات بتوفير جو من الحب والرعاية والحنان والشفقة والعطف للأطفال؛ تعويضاً لهم عن الفترات التي يتغيبون فيها عن المنزل.
- الحرص على احتفاظ الآباء والأمهات بأدوارهم داخل الأسرة فيما يتعلق بتربية وتنشئة الأطفال وعدم التخلي عنهم نهائيا.
- تجنب التهاون في العبارات التي قد تتحدث بها الخادمات أمام الطفل، ومراقبة الطفل بقدر المستطاع فيما يتلفظ به من عبارات والعمل على تصويبها أو منعه من التلفظ بها.
- وضع ضوابط لعمل الخادمات، من حيث مظهرها وأسلوب حديثها وطريقة تعاملها مع الطفل.
- متابعة دور الخادمة في تربية الطفل والطريقة التي تتعامل بها مع الأطفال للتمكن من الاطمئنان عليه خلال فترات الغياب خارج المنزل.
- عمل جلسات دينية ووعظية مع الأبناء ولو من خلال قراءة قصص قصيرة دينية عن السلوك والتربية الاسلامية الحقيقية في جو عائلي يقوم الأب والأم بتهيئته بصورة ترغب الأبناء التشوق لمثل هذه الجلسات ولو حفزناهم بعد كل جلسة بفسحة او طلب أكلة عائلية جماعية.
ومن جانبها أكدت السيدة ايمان طارق أخصائية اللغة والتواصل بأن الطفولة المبكرة من عمر الإنسان هي المرحلة الأساسية في بناء الشخصية، والطفل في هذه المرحلة يحتاج الى الحنان والحب والدفء الوجداني من الأم والأب وليس من المربية بحيث أن المربيات لا يوفرن هذه الأمور الهامة .
وأشارت في حديثها لموقع الشرق أن مرافقة المربيات أو الخادمات للطفل في مرحلة طفولته المبكرة يؤثر عليه ثقافياً ودينياً واجتماعياً لأن المربيات عادة يكن من ذوات التعليم المحدود.
وأكدت أن وجود المربية لمدة طويلة بجانب الطفل يشكل عبئاً نفسياً عليه، حيث يتعرض الطفل لمشكلات نفسية نتيجة غياب الوالدين عنه وعن متطلباته واحتياجاته، بجانب شعور الطفل في كثير من الأحيان بعدم الاطمئنان والشعور بالذنب، فهو يجلس كثيرا وحده مع المربية وقد تترسب لديه أشياء بالعقل الباطن ويحتفظ بها ولا يخبر والديه عنها، مما يترتب عليه احتمالية تعرض الطفل لانحرافات سلوكية في المستقبل في حالة تراكم الإحباطات والمواقف المؤلمة، كما أن الطفل قد يتعرض للإيذاء البدني نتيجة لضرب الخادمة أو المربية له عند رفض الانصياع لأوامرها.