«وارف» تعزز جهود قطر في رعاية ذوي الإعاقة
سموها تفقدت الأكاديمية.. صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر:

- الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة مسؤولية أخلاقية واجتماعية
- سموها تثمن دور وزارتي التربية والصحة في إنشاء الأكاديمية المُتخصصة
- برامج تعليمية وعلاجية شاملة لتأهيل الطلاب للاندماج المجتمعي وتحقيق تطلعاتهم
- توفير برامج علاجية متخصصة في اللغة والعلاج الطبيعي والوظيفي والتكنولوجيا المساندة
زارت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس أكاديمية «وارف»، المدرسة الحكومية الأولى من نوعها في دولة قطر التي توفر فرصًا تعليمية شاملة وخدمات تأهيلية باللغة العربية للطلبة ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة الذين لم تُتح لهم فرصة الالتحاق بالتعليم.
ورافق صاحبة السمو في هذه الزيارة، سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، إلى جانب مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال التربية الخاصة.
وتجوَّلت صاحبة السمو خلال الزيارة في مُختلف مرافق الأكاديمية، التي تم تدشينها كشراكة استراتيجية بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومؤسسة قطر، لدعم الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة. والتقت سموها بالطلبة، واطلعت على أساليب التدريس والتأهيل المتبعة لتلبية احتياجاتهم المتنوعة.

كما اطلعت صاحبة السمو على الجهود المُشتركة بين مؤسسة قطر ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة في تطوير الأكاديمية، وتوفير برامج أكاديمية مُتخصصة ونهج شامل للتدخلات العلاجية، ما ينشئ بيئة تعليمية تُمكّن الطلبة من تحقيق أقصى إمكانياتهم وتعزز تطورهم ونموهم.
وبهذه المناسبة علقت صاحبة السمو قائلة: «إن الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، مسؤولية أخلاقية واجتماعية توجب علينا النظر في مثل هذه الحالات واستحداث أو ابتكار الآليات الكفيلة بالتعاطي معها. وأغتنمُ هذه الفرصة لأشكر وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة على إسهامهما المُقدر في إنشاء كيان تعليمي متخصص برعاية الأطفال من ذوي الإعاقات النمائية والمعرفية المُصاحبة لإعاقات جسدية وصحية. وسيكون دور أكاديمية وارف مكملًا ومعززًا لجهود دولة قطر في هذا القطاع الذي يعنى برعاية ذوي الإعاقة».
فرص تعليمية
ومن جانبه، قال السيد نائل محمد، مدير أكاديمية «وارف»: إن الأكاديمية تهدف إلى توفير فرص تعليمية متكافئة للطلبة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم سابقًا، عبر برامج تعليمية وعلاجية شاملة تهدف إلى تأهيلهم للاندماج المجتمعي وتحقيق تطلعاتهم.
وحول تأثير الأكاديمية على الطلبة، قال: «ما نشهدُه ليس مجرد تطورات فردية، بل هو تقدم شامل لدى معظم الطلبة، بفضل تلقيهم العلاج الشامل والمتكامل الذي توفره الأكاديمية».

وتابع: «نحن لا نقدم خدمات تربوية فقط كما في المدارس التقليدية، بل نوفر أيضًا برامج علاجية مُتخصصة في مجالات علاج اللغة، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، والتكنولوجيا المساندة».
وشدد على الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا المُساندة في إحداث نقلة نوعية في حياة العديد من الطلبة، سواء من حيث تحسين قدراتهم على التواصل أو تعزيز جودة حياتهم. وقال: «أحد الطلبة الذين كانوا بحاجة دائمة إلى المساعدة في التنقل، تمكن من التحرك بشكل مستقل تمامًا بعد بضعة أسابيع فقط من التحاقه بالأكاديمية، ما يؤكد أهمية الأكاديمية في تنمية مهارة الاستقلالية لدى هؤلاء الطلبة وتعزيز قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم».
وأضاف: «بدأنا هذا العام بالتحضير لإجراءات قبول الطلبة للعام الدراسي القادم، ومع استمرار توسع الأكاديمية، سنضيف 30 طالبًا سنويًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 150 طالبًا خلال السنوات الخمس الأولى».
وأشار إلى أن قبول الطلبة يعتمد على تقييم دقيق وشامل من فريق متعدد التخصصات بهدف ضمان تلبية احتياجاتهم الفردية وفق أعلى المعايير. وتوفر أكاديمية «وارف» بيئة تعليمية متكاملة للطلبة الذين يعانون من إعاقات متعددة تشمل الإعاقات النمائية والمعرفية المصاحبة لإعاقات جسمية وصحية، ما يستلزم رعاية متخصصة وبرامج علاجية وتعليمية متقدمة.

ويتم تطوير الأكاديمية على خمس مراحل تدريجية، حيث تضمنت المرحلة الأولى، التي بدأت في يناير الماضي، خمسة صفوف دراسية مخصصة للفئة العمرية من 3 إلى 14 عامًا. وسيتم توسيع نطاقها سنويًا لتشمل الفئات العمرية حتى 21 عامًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 25 صفًا دراسيًا، بطاقة استيعابية تبلغ 150 طالبًا وطالبة بحلول العام الأكاديمي 2028- 2029.