القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات تناقش مشكلة ادمان الأطفال على الآيباد
طرحت مجموع من الحلول لها عبر محاضرة نظمتها عن بعد
طالب عفيفة: ادمان الآيباد مشكلة كبيرة وعلاجها عبر الحوار الإيجابي بين كافة المهتمين ووضع الحلول لها
د. جيهان مدني: يجب خلق البدائل للأطفال من أنشطة وبرامج ومشاركة الوالدين فيها والتحاور معهم
دطارق العيسوي: يجب الاهتمام ببناء الأطفال نفسياً واجتماعياً قبل توفير سبل الراحة المادية لهم
نظمت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة محاضرة عبر تقنية الاتصال المباشر “عن بُعد” حول خطوات التخلص من ادمان الآيباد للأطفال، وحاضرت فيها الدكتورة جيهان مدني أحمد، الأخصائية النفسية والحاصلة على الدكتوراة في التخاطب، وحظيت بحضور كبير ومتميز من العاملين بمجال التربية الخاصة والتربويين والأكاديميين والاعلاميين ومجموعة من أولياء الأمور والناشطين المجتمعيين، وأدار المحاضرة الدكتور طارق العيسوي المستشار النفسي وخبير التربية الخاصة، وتناولت الدكتورة جيهان مدني في المحاضرة مجموعة من المحاور، حيث عرفت الإدمان بصورة عامة بأنه الحاجة القوية غير القابلة للتحكم، وتطرقت لأسباب ادمان الآيباد لدى الأطفال والتي يكون على رأسها حسب تأكيدها انشغال الأهل عن الأطفال لفترات طويلة، بجانب التماشي مع العصر الحديث في توفير الآيباد لكل الأطفال بدون إدارة في استخدامه ،والاستجابة للإعلانات وشكل العرض للمنتج (الآيباد) والترويج للشراء بدون إدارة من الاهل، وعددت أضرار ادمان الآيباد على الأطفال في عدة جوانب، وقالت أن الأضرار العضوية منها إضعاف عضلات العين للأطفال، وتقليل التركيز ونقص الإنتباه في اكثر الامور وأهمها المواد الأكاديمية، بجانب اضطراب في النظام الغذائي للطفل، واختلال في ساعات النوم والقلق عند الأطفال، إضافةً للأضرار النفسية والاجتماعية حيث يسبب العزلة الاجتماعية لتركيز الطفل في عالم الآيباد مما يطبع علي سلوك الطفل سمات كثير من تشتت في التركيز وضعف في الإنتباه مؤثرة في التحصيل الأكاديمي ونبهت الدكتورة جيهان لوجود خلط بين اعراض الآيباد وصعوبات التعلم وأنه يجب تحويل المدرسة للطفل الي المختص للحكم في الامر، وحذرت من بعض الألعاب الموجودة في الآيباد والتي تقود الطفل للانتحار، وحول طرق العلاج من ادمان الآيباد لدى الأطفال شَدَّدت الدكتورة جيهان على أنه يجب سحب الآيباد من الأطفال ومنعهم من استخدامه إلا عند التحصيل الدراسي، وتوفير الخطط البديلة من الألعاب في المنزل، واشتراك الأبوين معه في الأنشطة المختلفة مع تقسيم الدور بينهم، وخلق جو حواري مع الأطفال في البيت من الوالدين يقرب المسافه بينهم ويساعد في ابعاد الفراغ، وملء أوقات الأطفال بأنشطة متنوعة ومختلفة ومفيدة.
وشَدَّد السيد طالب عفيفة عضو مجلس إدارة الجمعية على أهمية موضوع المحاضرة حيث تعاني معظم الأسر من ادمان أطفالها على أجهزة الآيباد والهواتف النقالة الأمر الذي نتجت عنه مشاكل سلوكية متعددة بينهم، وأشاد عفيفة بالحضور الكبير والمتميز للمحاضرة والذي يبرز أهمية الدور التوعوي الذي تقوم به الجمعية وسط أفراد المجتمع عبر برامجها التثقيفية والتي تستهدف بها كافة أفراد المجتمع القطري وتناقش فيها مجموعة من القضايا النفسية والاجتماعية والصحية والسلوكية وتحشد الدعم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتدعم عملية إدماجهم في المجتمع وتأهيلهم ورعايتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم بمجتمعنا، وأكد عفيفة بأن مشكلة ادمان الآيباد مشكلة كبيرة أصبحت تؤرق الآباء والتربويين وعلاجها لا يكون إلا عبر الحوار الإيجابي بين كافة المهتمين وذوي الصلة لمناقشة كافة أبعاد المشكلة ومن ثَّم وضع الحلول العلمية والعملية لها عبر تضافر الجميع. وشدَّد الدكتور طارق العيسوي المستشار النفسي وخبير التربية الخاصة على الاهتمام ببناء الأطفال وتنشئتهم والاهتمام بتكوينهم وبنيتهم النفسية والاجتماعية قبل توفير سبل الراحة المادية لهم، وأكد على وجوب تنشئة الأطفال بصورة طبيعية عبر التعلم من الوالدين والبيئة حولهم وابعادهم عن التعلم من الأجهزة الإلكترونية، وكشف الدكتور عبد الناصر فخرو أستاذ علم النفس بجامعة قطر خلال مداخلته بالمحاضرة عن نظرية أسماها بـ”الحلزون” لمعالجة السلوك غير السليم لدى الأبناء أو الأشخاص بأنواعهم المختلفة وذلك عبر الهبوط معهم وانتشالهم من الحل أو المشكلة عبر تنفيرهم من السلوك غير السوي وتغيير سلوكهم ودفعهم للسلوك الصحيح، فيما أكد الدكتور محمد هاشم الشريف الناشط في مجال الإعاقة على عدم تحطيم التكنولوجيا بل الاستفادة من ايجابياتها ونبذ سلبياتها، الأمر الذي أكده الدكتور ممدوح رياض الناشط في مجال التربية الخاصة والذي أوضح بأنه من الصعوبة سحب الأجهزة الإلكترونية من الأبناء لكونها أصبحت من الوسائل التعليمية، مطالباً بعدم توفير أجهزة الآيباد والجوالات للأبناء إلا بعد بلوغهم سن معينة “فوق 12 عاماً” ومراقبة التعامل معها ووضع ضوابط لها، من جهتها أكدت الدكتورة عدلة صبري أخصائية التربية الخاصة على وجوب الاهتمام بدمج الأطفال في بيئتهم الأسرية والاجتماعية الطبيعية في الأسرة والمدرسة وبيئة الأهل والأصدقاء وخلق برامج مفيدة لهم وابعادهم قدر المستطاع من الأجهزة الالكترونية لإنشائهم في بيئة نفسية واجتماعية سليمة.