مشاهد ستخلد في التاريخ .. إيهاب حسنين: مونديال قطر وحَّد العرب أمام العالم
- قطر اهتمت باحتياجات «ذوي الهمم» وجهزت لهم ملاعبها
- علم فلسطين جعلنا نشعر أنه المنتخب الـ33 بالمونديال
- الجميع أدرك معنى التسامح والتعايش وقبول الآخر
- رفع صور النجم مسعود أوزيل من الأمور التي ستبقى بالذاكرة
- قطر أعجزت من بعدها والتنظيم الاستثنائي سيحرج الدول
أكد إيهاب حسنين رئيس الاتحاد العربي لرياضة ذوي الاحتياجات أن المشاهد التي تابعناها من المدرجات في قطر خلال كأس العالم قطر 2022 سوف تخلد في التاريخ ولن تبرح الذاكرة مهما طال الزمن وسوف تبقى حاضرة في أذهان الجميع سواء الشعب العربي أو جماهير كرة القدم العالمية وأيضا الفيفا والمسؤولين عن كرة القدم في جميع بلدان العالم.
وقال في حوار خاص لـ «العرب» إن أجمل ما شاهدنا هو تشجيع ومؤازرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للمنتخبات العربية وكيف كان يحمل علم السعودية والمغرب وتونس وهو يتابع مبارياتهم من المدرجات ويقف لتحيتهم على الأداء البطولي الذي قدموه.
كما أنني لن أستطيع أن أنسى الكثير من المشاهد والتي سوف تبقى خالدة مثل تلاحم الأعلام العربية في المدرجات ورفع الجماهير لصورة اللاعب مسعود أوزيل، وكذلك العلم الفلسطيني الذي حضر في كل المباريات وفي كل الأماكن كأنه المنتخب الـ 33 في هذا المونديال العالمي على الأرض العربية.
ـ كيف تابعت كأس العالم في قطر؟
عادة كل جمهور الكرة يتابع أحداثا كروية كبرى، ومنها الكؤوس القارية، لكن كأس العالم له اهتمام خاص جدًا، ومن الطبيعي ان يتابع الجميع مثل هذا الحدث الكوني الذي يقام كل 4 أعوام ويتابعه كل عشاق كرة القدم، وعمري ما ركزت في حفل افتتاح في أي دورة من قبل، هذه هي المرة الأولى التي ركزت فيها جيدًا، يعني ممكن أركز في حفل الدورات الأولمبية، لكن عادة أركز على تميمة كأس العالم، لكن هذه المرة ركزت بشدة، لأنه كان يهمني ماذا ستعمل قطر، وبعد المتابعة الدقيقة، أستطيع القول إن حفل الافتتاح كان واحدًا من أقوى احتفالات كأس العالم على الإطلاق.
«اهتمام ذوي الهمم»
ماذا لفت نظرك عند زيارتك لملاعب المونديال؟
من الخدمات المميزة التي شاهدتها وسمعت عن بعضها مشاركة الأشخاص المصابين بالتوحد بالحضور والاستمتاع بالمباريات من داخل الاستادات الثلاثة المتوفر بها الغرف الحسية المجهزة، وهي متوفرة في ملاعب «الوسيل، والبيت، والمدينة التعليمية»، والغرف مجهزة بالأدوات والإضاءة المناسبة لحالات التوحد، بإشراف مختصين في المجال، كذلك تمكن الأشخاص ذوي الاعاقة من حجز التذاكر إلكترونياً، ومعرفة أماكن الدخول والخروج، والبوابات بسهولة ويسر واستقلالية، وهي خدمة تم تطويرها في كأس العالم قطر 2022، مما ساهم في اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأنشطة المصاحبة، وحضور مباريات كأس العالم أسوة بالمشجعين الآخرين.
«قطر تحرج العالم»
ـ إلى أي مدى أوفت قطر بعهودها التنظيمية للمونديال؟
يرد إيهاب ويقول «الحقيقة ليست إلى أي مدى». الحقيقة قطر اخترقت السقف نفسه، بما يعني صحيح كان فيه وقت وفرصة، لكن ما رأيناه في التنظيم والاستادات، مبهر، قطر لم توفِ بعهودها فقط. قطر ستعمل أزمة لأي دولة تفكر في تنظيم كأس العالم بعد ذلك، فما فعلته قطر سيقاس عليه بعد ذلك، واعتقد أن أي دولة ستكون في موقف محرج جدًا، لأنها ستقارن بنسخة قطر، من تنظيم وملاعب، وهنا ستبقى نسخة كأس العالم 2022، علامة فارقة في تاريخ المونديال.
«الهجوم أمر طبيعي»
ـ ماذا تقول عن الحملة الممنهجة ضد قطر لاستضافتها كأس العالم؟
أرى أنه وضع طبيعي جدا وسط ظروف عربية ليست على ما يرام، ووضع بائس، واستكبار من الغرب إزاء دولة صغيرة مثل قطر تفوز بتنظيم كأس العالم». هو حقد وكبرياء الغرب لكن قطر أثبتت أنها كبيرة بما جهزته للبطولة وأجبرت الجميع على أن يطلق عليها لقب الأفضل في التاريخ.
«خاب أمل الحاقدين»
ويضيف أن الهجوم كانت تزداد وتيرته كلما اقترب موعد انطلاق كأس العالم، خاصة أن كل الحاقدين كانوا يأملون أن تعتذر قطر عن التنظيم، تحت وقع الهجوم، وأن قطر بذلك قد فشلت، وكلما يقترب الوقت، كانت الناس تفقد آمالها بأن قطر تقترب من الاستضافة وكل طموحاتهم وآمالهم تضيع، وهو ما زاد من علو نبرة السعار على قطر، واعتقد ما أقدمت عليه قطر « يستحق الحقد والحسد» وان هذه الدول ترى نفسها أكبر من قطر، وانها أكثر قدرة على التنظيم منها، وأعتقد أن هذه الدول مازالت تتربص بقطر بأي سلبية في مباراة أو غير ذلك من العوامل التنظيمية، واسأل الله أنت تنتهي البطولة على خير.
«الفطرة البشرية»
–كيف وجدت موقف قطر من بعض الأمور البعيدة عن كرة القدم؟
كل الشكر لدولة قطر التي طبقت قوانينها ومعتقداتها ولم تسمح لأي أحد بان يفرض عليها ما يريدونه لانهم هم من أتوا للدوحة ولم نذهب نحن لهم وما طالبوا به يخالف الفطرة البشرية وهو أمر بعيد عن مجتمعاتنا. وكون أن قطر تمنع كل هذا وتفرضه على العالم، هذا أعطاني شعورا أن العرب قادرون على فرض كلمتهم في أي محفل دولي.
«إرث للعرب والمسلمين»
-ماذا سيبقى للعرب والمسلمين من خلال تنظيم هذه البطولة؟
اعتقد أنه بصرف النظر عن الأهداف التي سيتم تسجيلها والأرقام التي يمكن أن يتم تحطيمها، والمفارقات التي ستقع أثناء البطولة، بصرف النظر عن كل ذلك، وعن التقنيات والتحكيم والشريحة التي في الكرة، التي سجلت باسم قطر، سيبقى للعرب انهم نظموا كأس العالم وسيسجل باسمهم بأنهم نظموا بطولة بحضور ملايين من الجماهير، واستطاعت قطر أن تفرض ثقافتنا على هؤلاء الناس، واعتقد أن الحديث سيستمر لسنوات طويلة، بأننا نظمنا هذه البطولة تحت راية ثقافتنا نحن العرب.
–ماذا عن مستوى المنتخبات العربية ؟
غير راض تماما عما قدمته قطر والعنابي صدم كل عشاقه ومتابعيه وتوقعت ان يقدم منتخب قطر مستوى يليق بمستوى التنظيم القطري المبهر والذي لم تصل له أي دولة لكن للأسف كان المستوى في انحدار وتراجع في المباريات الثلاث في مجموعته وكانت صدمتنا في العنابي كبيرة جدا.
لكن أرفع القبعة للمستوى والنتيجة التي حققتها تونس أمام فرنسا بطلة العالم.
«المغرب والسعودية»
-ماذا عن باقي المنتخبات العربية؟
السعودية قدمت أجمل المستويات رغم الخروج فهي تألقت أمام الارجنتين ولم تكن سيئة أمام بولندا رغم الخسارة، أما المغرب فهي التي رفعت راس كل العرب وقدمت أجمل المباريات وأروع المستويات في مونديال العرب وبأداء احترافي وحماس خرافي ونشكر نجوم الأطلسي على كل ما قدموه من مستوى في البطولة وفعلا رفعوا راس الجميع.