فيصل البدر : «علمني».. برنامج لرعاية الطلاب ذوي الإعاقة بدنيًا

يستمر لمدة 3 سنوات بإشراف قسم التربية البدنية

  • تنمية المهارات التعليمية والبدنية للطلاب من ذوي الإعاقات المختلفة
  • 126 مدرسة تشارك في البرنامج.. وتركيز على استغلال حصص التربية البدنية
  • معلمات: البرنامج ساعدنا في تصنيف الإعاقات ووضع التمارين المناسبة لكل طالب
  • معرض في اليوم الرياضي للدولة
  • مشاركة المدارس في الألعاب الأولمبية الفردية لذوي الاحتياجات الخاصة

نظَّمَ قسمُ التربية البدنية التابع لإدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ورشةً تدريبيةً خاصة ببرنامج «علمني» لذوي الإعاقة، لتدريب مُنتسبي البرنامج على رفع مهارات وتدريب الطلاب من ذوي الإعاقة في المدارس وتنمية المهارات التعليميَّة والبدنية، بما يسهم في رفع الرُّوح المعنوية لهم وسهولة دمجهم في المُجتمع.

وصرَّح السيد فيصل عبدالعزيز البدر رئيس قسم توجيه التربية البدنية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: بأنه تماشيًا مع توجهات الدولة من خلال الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بدأنا العمل في برنامج «علمني» الذي يستهدفُ هذه الفئةَ من الطلبة، موضحًا أنه تم تنظيم أول ورشة نظرية في شهر سبتمبر من العام الماضي، وأن المشروع سيستمر لمدة 3 سنوات.

وقال: إنَّ البرنامج يأتي بالتعاون مع الاتحاد القطري لذوي الاحتياجات الخاصة، ويتضمن عملية تدريب وتطوير لمُعلمي ومُعلمات التربية الرياضية، بالمدارس الحكومية، على كيفية التعامل مع الطلاب من ذوي الإعاقة من خلال حصص التربية الرياضية بالمدارس، والعمل على تطوير هذه الفئة بشكل عملي.

وتابع: إنَّ عدد المدارس المشاركة في هذا البرنامج يصل إلى 72 مدرسة للبنات و54 للبنين بإجمالي 126 مدرسة، مشيرًا إلى أن البرنامج ينظم ورشتَي عمل شهريًا، إحداهما عملية والأخرى نظرية، وذلك لمدة 3 سنوات، وبعدها يتم إجراء اختبار للمتدربين والحصول على شهادات مُعتمدة.

وأضاف: إن البرنامج يركّز على جميع الإعاقات سواء بدنية أو ذهنية وكيفية التعامل مع هذه الفئة، موضحًا أن البرنامج أفاد الكثير من المدارس في التعامل مع ذوي الإعاقة وتشجيعهم على الانخراط في المُجتمع بصورة أكبر وذلك من خلال الرياضة في حصص التربية البدنية بالمدارس.

تعزيز المهارات

وأكَّد عددٌ من المنتسبات للبرنامج، من معلمات التربية البدنية في المدارس الحكومية، أنَّ البرنامج ساهم في تعزيز مهاراتهنَّ في التعامل مع الطلاب من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على دمجهم في المجتمع بصورة علميَّة مدروسة من خلال الأنشطة الرياضيَّة.
وقالت شوق ناصر المري -المعلمة بمدرسة علي بن عبدالله النموذجية-: إنَّ الرياضة لها قدرة خاصة على مساعدة ذوي الإعاقة في زيادة قدراتهم الوظيفية من خلال التدريبات الرياضية المُناسبة له، ما يجعلهم قادرين على القيام بكافة متطلباتهم اليومية دون جهد أو تعب، كما أنها تساعد في تحسين أسلوب حياتهم الاجتماعية والبدنية، من خلال الرغبة في الاختلاط مع الآخرين، وعدم الانعزال.
وأضافت: إن ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة إلى بناء أجسادهم لتحمل الجهد والتعب وتحسين نمط حياتهم.
وأوضحت نورة حمد الأسد -المعلمة بمدرسة هند بنت أبي سفيان الثانوية- أنَّ الورشة مهمة جدًا في تسليط الضوء على هذه الفئة والتعريف بهم وتصنيفهم وكيفية دمجهم وتوفير الترتيبات والتسهيلات لهم بإشراكهم بفاعلية في دروس التربية البدنية والأنشطة اللاصفيَّة بشكل خاص، ودمجهم في المجتمع بشكل عام، موضحة أهمية الرياضة لتحقيق هذا الهدف من خلال تصميم ألعاب تحاكي إعاقاتهم ومنحهم الفرصة لمشاركة أقرانهم في ممارسة الرياضة بشكل طبيعي يسهم في دمجهم بالمجتمع بشكل طبيعي.

وقالت نور فخرو -من مدرسة الخليج العربي النموذجية-: إنَّ مدرستها تضم أحد الطلاب من ذوي الإعاقة الذي يعاني من إعاقة حركية والذي ساهمت الرياضة في تحريك أعضاء جسمه خاصة يدَيه، وذلك بفضل برامج التأهيل الرياضية التي حصل عليها، وبالتالي فإن الرياضة تؤدي بدون شك في مساعدة هذه الفئة في تحسين معيشتهم ورفع حالاتهم المعنوية، لافتة إلى أن الورشة تسهم في توعية وتثقيف معلمات التربية البدنية بالطرق المُناسبة لمساعدة ذوي الاحتياجات.
ولفتتْ منى محمد -المعلمة بمدرسة رابعة العدوية الثانوية للبنات، وهي أم لطفل من ذوي التوحد- إلى أنَّ الورشة ساعدتها كأم أولًا وكمعلمة ثانيًا في استخدام الرياضة كأسلوب علاج لهذه الفئة من الطلاب، وذلك من خلال الألعاب الرياضية التي تنمي السلوك من كافة النواحي الاجتماعية والتعليمية، وهو ما يؤكد أهمية برنامج «علمني» لذوي الاحتياجات في التركيز على النشاط البدني ودوره في دمج ذوي الإعاقة بالمُجتمع.
وقالت منى الدوسري -من مدرسة موزة الابتدائية للبنات-: إنَّ البرنامج يركز على إكساب المشاركين المعارفَ والمهارات في مجال طرق تدريس التربية البدنية وتنمية قدراتهم على دمج وإشراك ذوي الاحتياجات بالمجتمع، مشيرة إلى أن البرنامج يساعد المعلمات في تحديد الأنشطة الرياضية المناسبة لكل حاجة من هذه الفئات.
وأوضحت أميرة النعيمي -من مدرسة مسيعيد- أنَّ البرنامج يضم ورشًا تدريبية نظرية وعملية وتطبيقات أخرى وقياسًا لأثر هذه الورش في المدارس المشاركة فيه بهدف رفع مستوى الطلاب من ذوي الاحتياجات بدنيًا وذهنيًا، لافتة إلى أن التجربة أثبتت نجاعة البرنامج في تحقيق هذا الهدف بشكل فعَّال.
ولفتت إبتسام كرموز -من مدرسة الهداية لذوي الاحتياجات الخاصة- إلى أنَّ البرنامج ساعدها في التعرف على أنواع الإعاقات المُختلفة للطلاب وكيفية التعامل معهم وتحديد الأنشطة البدنية المناسبة لكل فئة ما ساعد في تحسين المستويَين الدراسي والرياضي على السَّواء.

تطوير قدرات المدربين
قالَ السيدُ محمد سهيل -خبير فني لدى الاتحاد القطري لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والمحاضر في ورشة علمني: إنَّ الورشة تركز على تطوير قدرات المدربين العاملين وإكسابهم المعلومات والأساليب العلمية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح أنَّ الورشة تناولت التعرف على الأنشطة البدنية والرياضية لذوي الإعاقة وكيفية مراعاة النمو الحركي وصعوبة المهارة وتبسيطها بصورة عملية تتوافق مع مفهوم العملية التدريبية من واقع التدريب العملي، وإعداد وتأهيل المدرسين في تعريف الإعاقة وأنواعها وأسبابها ودور الرياضة في إدماج ذوي الإعاقة في المُجتمع. وأضاف: إنه تمَّ تزويد المُشاركين بالمعارف والمعلومات حول مفهوم التدريب الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضًا طرق إعداد الحقيبة التدريبيَّة الخاصة بهم، لافتًا إلى أنَّ برنامج الورشة تضمن دروسًا نظريةً وعملية لإكساب المُشاركين، المهاراتِ والمعارفَ في مجال طرق تدريس التربية البدنية وتنمية قدراتهم على دمج وإشراك ذوي الإعاقة الخاصة في حصة التربية البدنيَّة والأنشطة الرياضية بأسلوب علمي وسليم وتعزيز ثقافة التعاون والمُساواة بين جميع الطلاب، وتبنِّي أساليب واستراتيجيات وطرق تدريس حديثة في التعليم لتمكّنهم من تأدية مهامهم الوظيفية في هذا المجال بكفاءة وفاعليَّة عالية.

تدريبات رياضية خاصة لذوي الإعاقة

قالتِ السيدةُ إقبال السليمان -استشاري التربية البدنية والمسؤولة عن برنامج علمني-: إنَّ البرنامجَ يتضمنُ برامجَ نظريةً من خلال ورشٍ تعليميةٍ وأخرى عمليَّة قائمة على تدريب المعلمين والمعلمات على التدريبات المناسبة لهذه الفئة من الطلاب والتي تسهمُ في تطويرِهم بدنيًا وذهنيًا، موضحةً أنه بعد انتهاء البرنامج ومرور 3 سنوات يحصل المتدرب على شهادة دولية في هذا المجال.
وأشارت إلى أنَّه تمَّ اختيار المشاركين في البرنامج من معلمي ومعلمات التربية الرياضية بعناية على حسب مُستوياتهم وعلى حسب المدارس التي تضم أكثر الأعداد من هذه الفئة، بالإضافة إلى مدرسة الهداية التي تعتبر مدرسة دمج بالكامل، والمدرسة السمعية، وذلك للاستفادة من خبرات هاتَين المدرستَين.
‏ولفتت إلى أن أول انطلاق لفعاليات البرنامج شمل تنظيم مهرجان لكأس العالم، تضمن هذه الفئات من ذوي الإعاقة، وكانت بهدف دمجهم من الناحية ‏الرياضية والتعليمية وإبراز قدراتهم ومواهبهم لتحقيق الأهداف المنشودة بربطهم بالعالم الخارجي، موضحةً أن البرنامج يركِّز على رفع مستوى الطلاب من ذوي الاحتياجات بدنيًا وذهنيًا ما ينعكس على مُستواهم التعليمي بصورة إيجابية، وعلى حياتهم اليومية والمساعدة في تحقيق أحلامهم في إعداد أنفسهم ليخدموا الوطن، ويمثلوا بلادهم في البطولات العالميَّة.
ولفتت إلى أنَّه سيتم عمل معرض رياضي في اليوم الرياضي للدولة بجانب الألعاب الأولمبيَّة الفردية لذوي الاحتياجات الخاصة بمُشاركة جميع المدارس الحكومية بفئة الطلاب ذوي الاحتياجات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى