التكنولوجيا قللت مشاعر العزلة والاكتئاب لدى كبار السن
خلال ندوة «إحسان» حول دعم الدمج الرقمي
نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن «إحسان»، أحد مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، أمس، ندوة لمناقشة دعم الدمج الرقمي لكبار السن ومقدمي الرعاية في الأسر القطرية والعربية، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة ومركز «مدى» للتكنولوجيا المساعدة. وأكد السيد فهد بن محمد الخيارين المدير التنفيذي لمركز «إحسان» في كلمته الافتتاحية، أن البحث العلمي حول دعم الدمج الرقمي لكبار السن ومقدمي الرعاية في الأسر القطرية والعربية، أظهر أن استخدام كبار السن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات زاد من شعورهم بقيمتهم وقلل من مشاعر العزلة والاكتئاب، فضلًا عن تحسين جودة حياتهم من خلال تمكينهم من التواصل مع الآخرين والوصول إلى مواقع إلكترونية محفزة معرفيًا، وتوفير مبادرات التعلم الإيجابية مما يعزز من مشاعر الترابط والرضا والمنفعة. ونوه بما يقوم به مركز «إحسان» من إسهام في دعم جهود الجهات البحثية في الدولة فيما يتعلق بقضايا كبار السن وتحقيق رسالة ورؤية المركز من خلال النظرة الإيجابية لكبار السن في المجتمع وتعزيز روح فريق العمل من خلال المشاركة في الأبحاث. كما أكد الخيارين حرص «إحسان» على الاهتمام بالنتائج والتوصيات التي خلص إليها البحث، وكذلك التخطيط والمبادرة لمواجهة التحديات والعمل على وضع برامج تمكينية وتدريبية لكبار السن والقائمين على رعايتهم لتحقيق الرفاه الاجتماعي لهم.
بدورها، أشادت السيدة نوف إبراهيم العبدالله الرئيس التنفيذي لمركز الإنماء الاجتماعي «نماء» في تصريح مماثل ل«قنا»، على أهمية البحث الذي تم تقديمه من أجل تقديم الرعاية الكافية لكبار السن الذين غالبًا ما يكونون منعزلين عن المجتمع، مشيرة إلى أنه من شأن ذلك إدماجهم وتطوير قدراتهم. وأضافت السيدة نوف إبراهيم: من جهتنا في «نماء» لدينا مقترح يخص ريادة الأعمال وتم مناقشته مع «إحسان» لتطويره، من أجل إدماج كبار السن في ريادة الأعمال والاستفادة من خبراتهم في المجتمع». وقدمت سعادة الشيخة الدكتورة دينا آل ثاني الأستاذ المشارك ومدير برامج متعددة التخصصات بكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، شرحًا عن البحث العلمي: دعم الدمج الرقمي لكبار السن ومقدمي الرعاية في الأسر القطرية والعربية، مشددة على أهميته خصوصًا وأن عدد كبار السن مرشح للارتفاع في السنوات المُقبلة.. ولفتت في الوقت نفسه، إلى أنه مع مرور السنوات، وتطور الرعاية الصحية والتكنولوجيات في العالم يبقى المزيد من كبار السن في منازلهم، إذ أظهرت الأبحاث فوائد التكنولوجيا لكبار السن في تحسين تقدير الذات وجودة الحياة، وتعزيز الشعور بالترابط والرضا والتمكين من السلامة في المنزل والعيش المستقل. وأشارت إلى أن أسئلة البحث ركزت على الفرص المتاحة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم المشاركة اليومية في النشاط والاندماج الاجتماعي لكبار السن والقائمين على رعايتهم في قطر، والتحديات والإمكانات المطلوبة لدعم الوصول لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها، معربة عن أملها في إنجاز استبيان وطني في الموضوع. تجدر الإشارة إلى أن التوصيات التي خلص إليها البحث، تم تقسيمها إلى أربع مجموعات.. ففي المجموعة الأولى المتعلقة بواضعي السياسات، تمت الدعوة إلى حق النفاذ إلى المحتوى الرقمي من خلال اعتماد مبادئ النفاذ إلى محتوى الويب (WCAG)، وجمع البيانات عن كبار السن والقضايا التي تؤثر عليهم لإعلام صانعي القرار، ثم تعميم قضاياهم.
وفي المجموعة الثانية والمتعلقة بمقدمي الخدمات، دعت التوصيات إلى بناء القدرات وتعزيز نظام الرعاية الصحية وتحسين التعليم بين الشباب وزيادة الوعي بأهمية التكنولوجيا المساعِدة وحلول النفاذ الرقمي، ثم تقديم الدعم اللازم للمتقدمين في السن من الجانب التكنولوجي من خلال مجموعات الدعم والبرامج التثقيفية. وبخصوص المجموعة الثالثة (المنظمات غير الحكومية)، فناشدت التوصيات بالتنصيص على أهمية الابتكار لتمكين المتقدمين في السن للنفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وزيادة عدد البرامج المخصصة للمتقدمين في السن.
أما التوصيات في المجموعة الرابعة والخاصة بـ «الأكاديميين»، فدعت التوصيات إلى زيادة عدد الأبحاث والمنشورات العلمية في مجال المتقدمين في السن والتكنولوجيا وتخصيص موازنات لتمويل المشاريع البحثية، بالإضافة إلى توحيد المصطلحات المتعلقة بالتكنولوجيا والمتقدمين في السن وتعريفها وترجمتها إلى اللغة العربية، ثم ربط مفهوم القيود الوظيفية مع الأشخاص المتقدمين في السن لتحديد احتياجاتهم بدقة وتمكينهم في المجتمع.