احتفالات مبهجة بالليلة التراثية
ليلة القرنقعوه.. تراث وثقافة وتكافل اجتماعي
احتفلت أطفال قطر مع عائلاتهم، مساء أمس، بليلة القرنقعوه التراثية، وهي ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، وذلك في سياق الحرص الوطني والشعبي على المحافظة على التراث والعادات والتقاليد والهوية القطرية الأصيلة، وغرس حب الشهر الفضيل في نفوس الأطفال، وما يتضمنه من خصوصية وتفرد عن بقية شهور العام.
واحتفلت جميع المناطق بالدولة بهذه الليلة في أجواء تراثية قطرية متميزة، تمزج بين إحياء الموروث الشعبي والبهجة والمرح، وإرساء التواصل، وبث روح المودة والألفة والمحبة في المجتمع، وتشجيع الأطفال على معرفة عادات مجتمعهم.
وفي هذه الليلة المتميزة، تطوف جموع الأطفال، بعد تناول وجبة الإفطار، بشوارع الفرجان والأحياء ليعيشوا معا أجواء تراثية بهيجة عابقة بنكهة الماضي الجميل، مرتدين في هذه الاحتفالية أزياء وملابس جذابة تستوحي التراث، ويغلب عليها الطابع الشعبي من حيث نوعية القماش والألوان، فالأولاد يرتدون الثياب البيضاء الجديدة ويعتمرون فوق رؤوسهم «القحفية»، وهي طاقية مطرزة عادة بخيوط فضية، فيما يخير بعض الأولاد ارتداء «السديري» المطرز، وهو رداء شعبي يوضع على الثوب ويتدلى حتى الخصر، أما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية «الثوب الزري»، وهو ثوب يشع بالألوان ومطرز بالخيوط الذهبية، ويضعن أيضا «البخنق» لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه أيضا خيوط ذهبية في الأطراف إلى جانب وضع بعض الحلي التقليدية.
وقد تنوعت ملابس ليلة «القرنقعوه» واختلفت عما كانت عليه في السابق، من حيث خامات القماش والتصاميم العصرية التي تمزج الماضي بالحاضر، أما الشكل فقد أصبح في معظمه يواكب موضة العصر، وإن بقيت بعض الأزياء على ماهي عليه مثل «البخنق» الذي ترتديه البنات، وهو اللباس الشائع في قطر قديما للفتيات، أما طاقية الأطفال البيضاء فقد باتت ملونة وتطور تطريزها، وأصبحت بأشكال متنوعة، تضم بعض الرسومات.