الصيف الحار يرفع مستويات القلق والتوتر
يفرض فصل الصيف تحديات جمة تلقي بظلالها علينا، وإدراكنا لهذه التحديات سيعزز قدرتنا على استنتاج استراتيجيات وسياسات نواجهها بها لنحظى بصيف يلبي الأمنيات.
وتؤثر هذه التحديات على الجانبين الجسدي والنفسي على حد سواء، فإن درجات الحرارة المرتفعة التي يجلبها معه فصل الصيف تفرض نفسها علينا عنوة؛ مما يدفعنا إلى إحداث تغيرات على روتين حياتنا اليومي وأنشطتنا الاجتماعية والرياضية، مما قد يؤثر سلبا علينا.
وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور نزار حداد أخصائي طب الأسرة في مركز مسيمير الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على بعض الناس بشكل مباشر؛ مما يرفع لديهم من مستوى القلق والتوتر، وهنا يجب التنويه انه بالحفاظ قدر الإمكان على بيئة ذات درجة حرارة مقبولة يساعد على التخلص من هذا التوتر، وهذا يتم من خلال استخدام المكيفات أو المراوح والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة.
كما أن الحفاظ على مستوى ترطيب جيد للجسم يساعد على التخلص من التوتر، وذلك لأن الجفاف قد يسبب التوتر والقلق ولهذا وجب الحرص على تناول كميات كافية من السوائل، وبالذات لدى الأطفال وكبار السن فهم أكثر عرضه للجفاف.
روتين الحياة اليومي
إن ارتفاع درجات الحرارة يوثر على روتين الحياة اليومي من خلال الحد من القدرة على الخروج والقيام بالنشاطات في الأماكن المفتوحة مما يأثر سلبا على الحالة النفسية، لذلك وجب علينا ايجاد روتين جديد يتناسب مع الأحوال الجوية وما يفرضه علينا ارتفاع درجات الحرارة، مثل جدولة الأنشطة الرياضية لتصبح داخل الصالات أو في فترة انخفاض درجات الحرارة كالصباح الباكر أو فترة المساء، ووجب التأكيد هنا على أهمية الأنشطة الرياضية لما تحمله من تأثير ساحر على الحالة النفسية، فالكثير من الدراسات تدعم حقيقة التأثير الإيجابي للرياضة على الصحة النفسية وفي مواجهة العديد من المشاكل مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
إن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى اضطرابات النوم مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية، ويؤدي بذلك إلى التوتر، لذلك وجب علينا الحفاظ على عدد ساعات نوم كافية من خلال الحفاظ على درجة حرارة مناسبة في غرفة النوم والحفاظ على روتين النوم اليومي.
كما أن هذه التغيرات وبالذات التي تؤثر على طريقة حياة الفرد، كالتوقف عن القيام بالأنشطة الجماعية التي تتم في الهواء الطلق قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية مما يحفز بدوره القلق والتوتر لدى الأفراد.
ولمواجهة هذا التحدي يجب إحداث بعض التغيرات للحفاظ على الأنشطة الاجتماعية، والتواصل مع الأصدقاء والأقارب ويمكن ذلك باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للبقاء على تواصل والتخطيط لأنشطه جماعية تتناسب مع الحالة الجوية أو استخدام الاماكن المغلقه المكيفة.
التخطيط للعطلة الصيفية
إن التخطيط للإجازات الصيفية قد يكون مجهدا للبعض وقد يخلق ذلك حالة من التوتر لصاحب الشأن، فيجب علينا أن لا ننسى ونحن نخطط لإجازتنا ان الهدف منها هو الاسترخاء ولا يجب ان تكون ثقلا على كاهلنا النفسي والمادي ووجب علينا اختيار أنشطة أو رحلات تتناسب مع وضعنا الاجتماعي والمادي لكي نبتعد عن الضغوطات النفسية ولتؤدي الإجازة دورها المتمثل بالراحة والاستجمام.
كثيرا منا يحمل آماله طوال العام ويحملها لفصل الصيف وإجازته، مما يرفع من سقف التوقعات كثيرا، مما قد يؤدي إلى التوتر والقلق والإحباط لدى بعض الناس، لذا وجب علينا الحفاظ على سقف توقعات معقول لإجازاتنا لكي نحصل على الامتنان والرضا خلال وبعد الإجازة.
لقد ذكرت سابقا إيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي وهي القدرة على التواصل في حال تعذر التواصل المادي لسبب أو لآخر وبهذا يمكننا الحفاظ على الصلة الاجتماعية وهو شيء مهم للغاية لأجل الصحة النفسية، ولكن هناك أيضا جوانب أخرى، فما تعرضه هذه الوسائل عن أنشطة فصل الصيف ورحلاته تفوق الحقيقة بأشواط، فوجب علينا الاستذكار دائما انه هناك فرقا كبيرا بين ما يروج به على مواقع التواصل الاجتماعي وبين الحقيقة، فإن لم ندرك ذلك لوقعنا ضحية الإحباط والتوتر عند مواجهتنا للحقيقة.
لذلك وجب دوما التفكير بموضوعية وعقلانية خلال هذا الفصل الذي يعشقه الكثير من الناس، بل ويصفونه بفصلهم المفضل لنجني منه أفضل النتائج ونخرج منه بأفضل صحة نفسية، من خلال إيجاد الروتين المناسب والحفاظ على الحياة الاجتماعية وتجنب العزلة والحفاظ على النشاط البدني، ونيل قسط كاف من النوم وتناول كمية كافية من السوائل والتفكير بالأنشطة والرحلات التي تتناسب مع وضعنا الخاص وأن نتعلم الاستمتاع بالأشياء الصغيرة والتمتع بنعمة الرضا فالطريق إلى السعادة ليس بسباق وهو يختلف من شخص إلى آخر. وعلينا أن لا نتردد في طلب المساعدة عند الحاجة فنحن في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر موجودون دائما لخدمتكم.