منصة خدمية لذوي الاحتياجات

لتبادل الخبرات وتقديم الدعم النفسي للأسر

أطلقت الطالبة سبيكة شعبان، إحدى خريجات جامعة حمد بن خليفة، الدليل القطري لذوي الاحتياجات الخاصة «قدر»، وهي منصة مفتوحة لجميع المعنيين في مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة قطر، وذلك خلال الاحتفاء بشهر التوعية بمرض التوحد.
وتحدثت الخريجة سبيكة شعبان عن قصتها ومسيرتها الأكاديمية، فهي أم لطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتؤكد أهمية تلقي الدعم المهني والمجتمعي المناسب لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد عرفت ذلك من خلال مئات الساعات التي قضتها في غرف الانتظار وعيادات المستشفيات في جميع أنحاء العالم، وغالبا ما شهدت بشكل مباشر إحباطات زملائها من الآباء غير القادرين على الحصول على المعلومات والأدوات ووسائل الدعم الحيوية لأطفالهم.
واستجابة لذلك، كرست «سبيكة» وقتها وجهودها لضمان حصول جميع المواطنين والمقيمين في قطر على الخدمات التي تؤثر بشكل إيجابي على حياة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن مقدمي الرعاية الخاصة بهم، ومقدمي الرعاية الصحية بشكل عام.
وتهدف المنصة بشكل خاص إلى دعم الأسر التي تُربي أطفالًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تقديم المشورة العملية، فإن المنصة تغرس أيضًا الإحساس المشترك بين أفراد هذا المجتمع، وتقوية روابط التعاون فيما بينهم في جميع مناحي الحياة، ولتحقيق ذلك الهدف، تعمل منصة «قدر» كمساحة شخصية لطرح الأسئلة وتبادل الخبرات وتقديم الدعم العاطفي لأي شخص يعاني من التحديات الفريدة المتمثلة في تربية ودعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي غضون خمس سنوات فقط، ارتفع عدد أعضاء منصة (قدر) من 12 عضوا إلى أكثر من 1500 عضو من مجموعات ثقافية متنوعة من المعنيين والمهتمين، وخلال هذا الوقت، تحدثت «سبيكة» إلى مئات العائلات في مراحل مختلفة من مسار حياة أطفالهم أو أحبائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ناهيك عن الأطباء والمعلمين والباحثين وغيرهم من المهنيين.

وتكشف كل محادثة حقيقة بسيطة، وهي أهمية وفعالية كمية المعلومات والدعم التي يحصلون عليها من تبادل المعرفة والتجارب والخبرات التي اكتسبتها العائلات التي لديها شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يستمدون من هذه التجارب والخبرات قوة ذهنية ومرونة للتصدي للتحديات التي تواجههم خلال الأوقات العصيبة، فضلًا عن الاستمتاع بالأوقات المبهجة خلال هذه الرحلة الحياتية، عبر الاحتواء والتقدير الكامل لقيمة أحد أفراد الأسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وبغض النظر عن الجوائز التي حصلت عليها، لا تزال سبيكة تركز أكثر من أي وقت مضى على النهوض بقضية مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة في قطر، وهي مصممة على تطوير موارد (قدر) عبر الإنترنت لتزويد العائلات ببداية إيجابية ومستنيرة لمسيرتهم في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعتمد سبيكة أيضا في أطروحتها بجامعة حمد بن خليفة على إجراء المزيد من البحوث حول الثغرات التي ينبغي تسليط الضوء عليها في البنية التحتية لذوي الاحتياجات الخاصة في قطر، وتأمل أن تساهم النتائج التي توصلت إليها في تغيير السياسات المتبعة في مجالات التعليم والصحة ورفاهية الأسرة، حيث تؤكد الاستفسارات التي لا تزال تتلقاها من العائلات والأفراد على ضرورة هذه المهمة التي تعمل عليها.
وباعتبارها خريجة جامعة حمد بن خليفة، تسعد بتقديم المشورة للمهتمين بمتابعة دراساتهم العليا، وهي تقوم بذلك تتذكر كلمات والدها الراحل الذي كان يوصيها باستمرار قائلا: «إذا كان لديكِ القدرة على تغيير حياة شخص واحد، فمن واجبكِ القيام به»، وبالتالي، من الضروري صياغة مسيرتك الأكاديمية لتطوير قدراتك الشخصية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى