” ممارسة الأشخاص ذوي الإعاقة للأنشطة الثقافية ضمانة لتحسين جودة الحياة “
تعريف القانون رقم (2) لسنة 2004 للأشخاص ذوي الإعاقة:
- كل شخص مصاب بعجز كلي أو جزئي دائم في أيّ من حواسه أو قدراته الجسمية أو النفسية أو العقلية أو الحسية، إلى المدى الذي يحدّ من إمكانياته على التعليم و التأهيل والعمل.
الإعاقة جزء من الطبيعة البشرية:
تعتبر الإعاقة جزء من الطبيعة الإنسانية وهي تنتج عن التفاعل بين الاعتلالات الصحية وتشمل : إصابة الحبل الشوكي، والعمى، والخرف، وترجع إلى مجموعة من العوامل البيئية والشخصية ( الإنسان بن البيئة والوراثة ).
حقائق وإحصاءيات: - الأشخاص ذوو الإعاقة يتمثلون في أطياف متنوعة، ولكل إعاقة سماتها وعلاماتها وخصائصها الخاصة، وعادة يعانون من مشكلات صحية وعقلية وجسمية تؤثر على قدراتهم للقيام بالأنشطة والعمل بشكل طبيعي أسوة بالأشخاص من غير ذوي الإعاقة.
- الإعاقة:
- بسيطة أو متوسطة أو شديدة
- مزدوجة أو متعددة
- ظاهرة أو كامنة غير ظاهرة
- دائمة أو مؤقتة
- إحصاءيات منظمة الصحة العالمية:
- يتعايش مع الإعاقة (1.3) مليار شخص حول العالم، أي 1 من بين 6 اشخاص، في جميع أنحاء العالم يعاني من إعاقة ما.
- (16%) من سكان العالم يعانون من إعاقة ما، والعدد في ازدياد بسبب الأمراض السارية ، وزيادة الأعمار ، والحروب والكوارث وغيرها.
- عادة يموت الأشخاص ذوو الإعاقة في عمر أقل من أعمار الأشخاص من غير ذوي الإعاقة بنحو ( 20 ) عاماً أقل .
- الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل:
- الاكتئاب
- القلق
- التوتر
- الفوبيا وغيرها من الأمراض
- وهم أكثر عرضة للإصابة ” بالربو والسكري والسمنة والسكتة الدماغية واعتلال صحة الفم “.
العلاقة بين الإعاقة والثقافة ( فلسفة المجتمع والإعاقة ): - بالعودة إلى التاريخ، نلاحظ أن مفهوم الإعاقة، ارتبط بالثقافة السائدة في المجتمع، حيث كانت تتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بأساليب وأنماط ترتكز إلى الفلسفة السائدة في المجتمع، والنظرة إلى الوجود والحياة ومفهوم البقاء.
- ” أفلاطون ” مثلاً رغم مثاليته، فقد أقصى وهّمش المعاقين في مدينته أو جمهوريته، وهو نفس النهج الذي سار عليه الرومان ثم الكنيسة، مروراً بالقرون الوسطى، وصولاً إلى بدايات القرن العشرين، وصل نهج النبذ والإقصاء والتهميش، إلى حد وصل الحال في بعض الثقافات إلى القتل، انطلاقاً من ثقافة البقاء للأقوى .
- وتارة أخرى تفسر الإعاقة بأنها لعنه الآلهة، أو مس من الشيطان.
- وفي ثقافات أخرى حالة من الشفقة والإحسان والمبالغة، فالمعاق هو الشخص المبروك النقي .
- الإعاقة في الثقافة الإسلامية:
- تميزت الحضارة الإسلامية بالتعامل الإنساني المتميز مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وأرتكزت الثقافة الإسلامية على مجموعة من القيم أساسها الكرامة البشرية، وجاء في القرآن الكريم (ولقد كّرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضلاً ) الإسراء 70
- أرسى الإسلام أسس العدل والمساواة وعدم التمييز (كلكم من آدم وآدم من تراب) و (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13 .
- الثقافة الإسلامية تقوم على أن البشر متساوون بالكرامة والحقوق والواجبات دون أي شكل من اشكال التمييز، والأساس هو التقوى والعمل الصالح.
- أتاحت الثقافة الإسلامية للأشخاص ذوي الإعاقة الاندماج في المجتمع دون أي شكل من أشكال التمييز، مما ساهم في النبوغ منهم في مختلف المجالات ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعهد ولاية المدينة المنورة عند سفره إلى الصحابي الجليل (عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه ).
- العلاقة الديناميكية بين الثقافة والإعاقة:
بقدر ما يتمتع المجتمع من ثقافة راقية، وإنسانية وتسوده القيم والمبادىء الإنسانية كالتسامح والرحمة والعدل والمساواة وقبول الآخر وقبول الاختلاف والمشاركة بقدر ينعكس ذلك إيجابياً على قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والحصول على حقوقهم.
الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: - تتعهد الدول الأطراف بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة في الحياة الثقافية على قدم المساواة مع الآخرين.
- وتتخذ الدول كل التدابير المناسبة لكي تكفل للأشخاص ذوي الإعاقة التمتع بالمواد الثقافية بأشكال ميسرة، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والأفلام والعروض المسرحية.
- يعزز هذا الإلتزام بتوفير التكنولوجيات الحديثة والوسائل المساعدة لتمكين المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الثقافية.
التأثير الإيجابي
للفن والثقافة على الأشخاص ذوي الإعاقة - الفن والثقافة ليست مقتصرة على فئة معينة من الناس، بل تمثل لغة عالمية يمكن للجميع فهمها والتعبير عنها.
- يمثل الفن والثقافة وسيلة للتواصل والتعبير عن النفس للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يمكن للمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية أن تعزز من شعورهم بالانتماء والتفاعل الاجتماعي.
تحفيز الإبداع وتعزيز الثقة بالنفس - يمكن للفن أن يكون وسيلة لتحفيز الإبداع وتنمية المهارات الفنية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة.
- المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية يساعد على بناء الثقة بالنفس وتعزيز الإحساس بالإنجاز والقدرة على التغلب على التحديات.
توجيه الوعي وتشكيل وجدان المجتمع - يمكن للفن والثقافة أن يكونا وسيلة لنقل رسائل إيجابية حول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة إلى المجتمع، وذلك عندما يستخدم الفن في تصوير التحديات التي يواجهها هؤلاء الأشخاص بشكل إبداعي.
- مما يؤدي إلى زيادة الوعي والتفهم وتشكيل وجدان المجتمع تجاههم.
تعزيز الاندماج وتقديم الدعم الاجتماعي - من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية، يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة أن يجدوا بيئة داعمة، حيث يمكّنهم من التفاعل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية.
- ويكون الفن والثقافة جسرًا للاندماج الاجتماعي وتقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأشخاص.
تحقيق التميز وتغيير النظرة النمطية - يمكن للفن والثقافة أن يلعبا دورًا في تحقيق التميز للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يمكن للأعمال الفنية والثقافية الإلهام والتحفيز للأشخاص الذين يواجهون تحديات أو يعانون من مشكلات نفسية.
- كما يمكن أن يساهم الفن في تغيير النظرة النمطية تجاه ذوي الإعاقة، ويشجعهم على رؤية إمكانياتهم وإسهاماتهم الفريدة في المجتمع.
تحقيق التوازن والمساواة - يظهر التأثير الإيجابي للفن والثقافة على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة مما يعزز التوازن والمساواة في المجتمع، من خلال دعم المشاركة الفعّالة في الفنون والثقافة، ويمكننا تعزيز التضامن وبناء مجتمع يقبل ويحتضن الجميع، بغض النظر عن قدراتهم أو مشكلاتهم الصحية والجسيمة.
تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل لذوي الحاجات الخاصة: - الفن يمكن أن يكون شكلاً من أشكال العلاج النفسي، حيث يمكن للفن أن يستخدم للتعبير عن المشاعر والتفاعل مع التحديات النفسية بطرق إيجابية ومبدعة.
- الفن والثقافة يساهمان في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع والأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال فهم القصص والخلفيات الثقافية المختلفة والتجارب الفريدة للأشخاص ذوي الإعاقة.
- يمكن للمجتمعات أن تزيد من قدرتها على التعامل بلطف وتقدير مع مساهمات الجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
- الفن والثقافة يمكن أن يلهم الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة. على سبيل المثال: ” الفنون الرقمية والتكنولوجيا المحسّنة يمكنها أن توفر وسائل للتعبير الإبداعي والتفاعل الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة “.
- باستخدام التكنولوجيا يمكن توفير أدوات وتطبيقات تساعد في تحسين الحياة اليومية وزيادة استقلالية هؤلاء الأفراد.
- المشاركة في الفعاليات الفنية والثقافية يمكن أن تكون وسيلة فعالة لدعم الصحة النفسية والعاطفية للأشخاص ذوي الإعاقة.
- إن تعزيز التفاهم والمشاركة الفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات الفن والثقافة ليس مجرد مسؤولية اجتماعية، بل هو استثمار في بناء مستقبل أكثر شمولًا وتسامحًا.
- عندما يشجع الجميع على المشاركة والتعبير عن أنفسهم بحرية، يمكن أن يّحدث الفن والثقافة تغييرًا حقيقيًا في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، ويعزز من تحقيقهم للنجاح والسعادة في المجتمع.
مشاركات الأشخاص ذوي الإعاقة في المحافل الثقافية والفنية: - تشهد المحافل الثقافية والفنية مشاركة من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة، وهم يستفيدون من الفن والثقافة كوسيلة للتواصل والتعبير، ويسعون لتحقيق التوافق والتكيف .
- المشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية: يّمكن ذوو الإعاقة من أن يجدوا بيئة داعمة من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية، حيث يمكنهم التفاعل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية.
- التشجيع على المشاركة في الحياة الثقافية والرياضية: تلتزم الدول بتوفير فرص متساوية للأشخاص ذوي الإعاقة للمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والأفلام والعروض المسرحية.
- يجب أن يٌظهر الوسط الثقافي اهتمامًا بتحقيق التوافق والتكيف للأشخاص ذوي الإعاقة في المجالات الثقافية والرياضية والفنية.
الوصول إلى جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة
ماذا علينا أن نفعل؟
- التأهيل المهني:
يهدف إلى تمكين الأشخاص من ذوو الإعاقة من العمل والاستمرار فيه، من خلال توجيههم نحو وظائف مناسبة وتطوير مهاراتهم المهنية. - استكشاف المهن:
يساعد الشباب ذوو الإعاقة على تحديد نقاط قوتهم واهتماماتهم المهنية من خلال أدوات التقييم الذاتي والانخراط في أنشطة استكشاف المهن. - تغيير النظرة السلبية:
نجاح عملية التأهيل يؤدي إلى تغيير نظرة المجتمع نحو الأشخاص ذوي الإعاقة من كونهم عبء إلى أفراد منتجين يمكن الاستفادة من قدراتهم. - التشريعات والدعم الاجتماعي:
- توفير فرص العمل وحقوق الإنسان للأشخاص ذوي الإعاقة يساهم في دمجهم في المجتمع وتحقيق الاستقلالية.
ممارسة الأشخاص ذوو الإعاقة للأنشطة الثقافية:
السؤال؟
- هل توفر الدولة مجالات لممارسة الأشخاص ذوي الإعاقة الأنشطة الثقافية والفنية؟
- هل يوجد فرق مسرحية يشارك بها الأشخاص ذوو الإعاقة؟
- هل شاهدت الأشخاص ذوي إعاقة يمارسون أحد الأنشطة الثقافية ؟
- هل يوجد مراكز أو مؤسسات تعنى بالثقافة للأشخاص ذوي الإعاقة؟
- هل يوجد في المجتمع أشخاص من ذوي الإعاقة على قدر من الموهبة والإبداع؟
- هل يوجد في المجتمع المحلي كتّاب وأدباء وشعراء من الأشخاص ذوي الإعاقة؟
- هل تدعم الدولة الأشخاص الموهوبين من ذوي الإعاقة؟
- هل يتوفر لدينا إحصائيات أو تصنيف بالأشخاص ذوي الإعاقة الموهوبين أو ممن يمارسون الأنشطة الثقافية المختلفة؟
- أي إعاقة تعتبر أكثر إبداعا مقارنة بغيرها ؟
- هل تقام أنشطة ثقافية مشتركة تجمع الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الأشخاص الآخرين ؟
- هل توجد جوائز للأشخاص ذوي الإعاقة المشاركين في الأنشطة الثقافية؟
- هل الأشخاص ذوو الإعاقة ملهمين ؟