الصحة النفسية عنصر أساسيّ في تأهيل وتمكين ذوي الإعاقة

خلال ورشة نظّمتها الجمعية القطرية بالتعاون مع جامعة لوسيل.. طالب عفيفة:

نظّمتِ الجمعيةُ القطريةُ لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصّة، في مقرِّها الرئيسي، ورشةَ عمل تدريبيةً بعنوان “الضغوط النفسية والتعامل معها”، قدّمتها طالبات قسم الصحة النفسية بجامعة لوسيل، تحت إشراف الدكتورة سبا أبو زعرور، وبمشاركة عددٍ من أولياء أمور الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين في الجمعيَّة ومراكزها من معلمين ومدربين وأخصائيين.
وشاركَ في تقديم الورشة 12 طالبةً من قسم الصحة النفسية، خُصّص لكل منهنّ محور تعريفي حول ماهية الضغوط النفسية وأساليب التعامل معها في المواقف المختلفة، وذلك في إطارِ تعاونٍ أكاديمي ومجتمعي يهدفُ إلى رفع الوعي بالصحّة النفسيَّة لدى الأسر والعاملين مع الأشخاصِ ذوي الإعاقة.

وافتتحَ الورشةَ السيدُ طالب عفيفة، المدير التنفيذي بالإنابة للجمعية، مؤكدًا في كلمته أهميةَ الصحة النفسية بوصفها عنصرًا أساسيًا في تأهيل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. وأشارَ إلى أنَّ الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صادقتْ عليها دولةُ قطر عام 2008، تؤكّد على ضرورةِ احترام كرامةِ هذه الفئة وتوفير بيئة داعمة تعزّز استقلالَها النفسيَّ والاجتماعيَّ. وأضافَ: “لا يخلو أحدٌ من الضغوط النفسية، سواء في بيئة العمل أو خارجها، ما يجعلُ الاهتمامَ بهذا الجانب ضرورةً لا خيارًا”.
وعلى هامش الورشة، أُقيم معرضٌ للأعمال الفنية واليدوية لمُنتسبي المركز التعليمي والتأهيلي للبنات والمركز الثقافي الاجتماعي التابعَين للجمعية، بهدف تغيير الصورة النمطية حول قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصًا من ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد ومتلازمة داون. وقد حظِي المعرضُ بإشادة واسعةٍ من الطالباتِ والضيوف وأعضاء هيئة التدريس في جامعة لوسيل لما قدّمه من نماذج فنية تعكسُ مهارات عالية وجهودًا تدريبية واضحةً. وتضمّنت الورشة فقراتٍ تعريفيةً متخصصة، حيث قدّم السيد محمد هاشم الشريف، خبير برايل وصاحب براءة اختراع، عرضًا تعريفيًا حول طرق تعليم المكفوفين القراءة والكتابة بطريقة برايل، مع تقديم نبذة عن جهاز “معلّم برايل” ودوره في تعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة البصريَّة. كما قدّمَ السيد ناجي زكارنة، مستشار الإعاقة السمعيَّة بالجمعيَّة والمذيع في قناة الجزيرة، شرحًا حول أساسيات لغة الإشارة والهجاء الأصبعي، مؤكدًا أهمية استخدام الإيماءات والانفعالات لضمان وصول المعنى الكامل للأشخاص الصم، وكسر حاجز التواصُل معهم.

وقدَّمَ الدكتورُ طارق العيسوي، مستشارُ الجمعية، عرضًا تعريفيًا عن خِدمات الجمعيَّة ومراكزها والفئات المُستفيدة، موضحًا الفروق بين الإعاقات الظاهرة وغير الظاهرة، ودور برامج الدعم النفسيّ في تعزيز رفاهية المُنتسبين وأسرهم والعاملين معهم. كما قدّمت طالبات جامعة لوسيل محتوى تدريبيًا تفاعليًا ركّز على فهم الضغط النفسي وتحويله إلى فرصة للنمو، مع تعريف شامل لمفهوم الضغط النفسي باعتباره ردَّ فعلٍ طبيعيٍّ لمواجهة التحديات، قد يكون محفزًا إيجابيًا أو سلبيًا وَفق استجابة الفرد. وتفاعل المشاركون مع مجموعة من الأنشطة الموجهة للتغلب على الضغوط عبر أدوات وإرشادات عملية ولوحات تضم عبارات تحفيزية داعمة للصحة النفسية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى