«الرعاية» تقدم نصائح لأصحاب الأمراض المزمنة في الصيف
لوقايتهم من ضربات الشمس والإجهاد الحراري
قدَّمتِ الرعايةُ الصحيَّةُ الأوليَّة عددًا من النّصائح لأصحابِ الأمراضِ المُزمنة لتجنُّب الأمراض الأكثر شيوعًا في فترةِ الصيفِ، وتجنُّب الإصابات النَّاتجة عن الحرارةِ، أهمُّها ارتداءُ ملابس خفيفة فضفاضة وقطنيَّة وتجنب الثقيلة والداكنة، والبقاء قدرَ الإمكان في مكانٍ مكيفٍ أو ذي حرارة مُعتدلة، والتقليل أو عدم التعرُّض لأشعة الشمس المُباشرة أو لدرجات حرارة مُرتفعةٍ حتى لو بالظلّ.
وقالت الدكتورةُ ياسمين سيد حنفي عبد الرحمن- استشاري طبّ الأُسرة في مركز غرافة الريان الصحي-: إنَّه مع دخول فصل الصيف، من المُهم تنبيه الأشخاص الذين يُعانون من أمراض مُزمنة، وفي مقدمتهم كبارُ السن من خطورة الحَرّ الشديد عليهم، ما قد يُسببُ الجفاف والإجهاد، والإنهاك الحراري والتشنجات الحرارية وضربة الشمس.
ونوَّهت إلى إنَّ الإجهاد الحراري يختلف عن ضربةِ الشمس، حيث إنَّ الأخيرة تحدث نتيجة التعرض المُباشر، ما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم، أما الإجهاد فينتج عن التعرض للحرارة المُرتفعة بشكل غير مباشر أو بعيدًا عن أشعة الشمس سواء في أماكن الظل أو حتى داخل الغرف.
وأشارت إلى أنَّ الإصابات تحدث عندما يصل الجسم لحالةٍ يكون فيها غيرَ قادر على تبريد نفسه بشكل صحيح، حيث يفشل في تنظيم درجة حرارته مع حرارة البيئة المُحيطة، وتلك الإصابات تتطلب تدخلًا عاجلًا، وأحيانًا طارئًا، لذا وجب التعرف على الأعراض مُبكرًا، بل والأفضل بالطبع الوقاية منها. ونوَّهت إلى أنَّ أعراض الإجهاد الحراري هي الإعياء والضعف والدُّوار أو الدوخة، والغثيان والصداع، وأحيانًا تبدأ بشعور الشخص بأنه ليس على ما يرام أو سيمرض أو أنَّه مُجهدٌ بشدّة.
ومن بين الأعراض التعرُق الشديد، ومع ذلك يكون الجلد مُصاحِبًا له طفحٌ جلديٌ، يسمى بالطفح الحراري أو أن يكون شاحبًا ودبقًا أو رطبًا، وأحيانًا يصاحبه التشنجات الحرارية، وهي تشنجات مؤلمة في العضلات، بالذات عضلات الأطراف كالذراعَين والساقَين أو حتى العضلات اللاإرادية كجدار المعدة، والتنفس بمُعدلٍ سريعٍ والخفقان، وارتفاع حرارة الجسم والعطش الشديد.
أعراض ضربات الشّمس
وبشأنِ أعراضِ ضرباتِ الشمس، أشارت إلى أنَّها تتمثل في ارتفاعِ درجة حرارة الجسم وتغير الحالة العقلية، والتعرق الشديد أو على العكس الجفاف وسخونة الجلد والتوقف عن التعرق، وارتفاعُ حرارة الجسم يعتبر إشارة خطر، ويجب سرعة العلاج. كذلك الغثيان والقيء والدوخة والصداع واحمرار الجلد والخفقان والنهجان وأخطر الأعراض، فقدان الوعي.
علاج الإجهاد الحراري
أما أهم الخُطوات لعلاج الإجهاد الحراري، فهي الراحة في منطقة باردة، وتحرير الثياب الضاغطة، وجعل المصاب يستلقي ويرفع قدمَيه قليلًا، إضافةً إلى شُرب الماء الفاتر أو مشروب خفيف آخر يُفضل- إن أمكن أو كان متاحًا- (مشروب رياضي أو مشروب معالجة الجفاف)، ولكن الشرب يكون بجرعات صغيرة مبدئيًا. كذلك تبريد الجسم بمناشف مبللة أو رذاذ ماء مع التهوية الجيدة، وتشغيل المراوح، ووضع أكياس الجل البارد في قطعة قماش ووضعها على رقبة وتحت إبط الشخص المُصاب، ومُراقبة الشخص المُصاب والبقاء معه إلى أن تنخفض حرارة الجسم، ويبدأ في الشعور بالتحسن خلال 30 دقيقة، ولكن إذا تفاقمت الأعراض للتقيؤ أو تشوش اليقظة والبلبلة، فلا تنتظر إلى أن يحدث فقدانٌ للوعي واتجه فورًا لتلقي المُساعدة الطبية أو اطْلبِ الإسعاف.
أصحاب الأمراض المزمنة
وشدَّدت على أهمية التعرُّف على علامات وأعراض الإصابات الناتجة عن الحرارة والإسعافات الأولية، ومتى يستدعي الأمر التوجه للحصول على العلاج في المركز الصحي أو المُستشفى، وعلى صاحب الأمراض المُزمنة أن يحمل كارتًا به تشخيصُ حالته والأدوية التي يأخذها في جيبه أو حقيبته.
اتباع نمط صحي
ونوَّهت إلى إمكانية السيطرة على المرض والتحكم به من خلال اتباع نمط صحي والمُحافظة على العلاج الدوائي المُنتظم تحت إشراف الطبيب المُختص والابتعاد عن عدم الالتزام بالنمط الصحي؛ لأنه يؤدّي إلى الدخول في غيبوبة سكر، ما يؤدي لجفاف شديد في الجسم وشرب الكثير من السوائل بغض النظر عن النشاط المبذول، ولا ينتظر الشخص الإحساس بالعطش مع الابتعاد عن المشروبات السكرية، ولكن ينتبه إلى أنَّه يجب استشارة الطبيب عن مقدار السوائل المسموحة في حالة مرضى الفشل أو القصور الكلوي، ومرضى قصور عضلة القلب، والتي بها تحديد مسبق لكَمية السوائل.
كما أنَّه من المُهم تناول الأطعمة التي تحتفظ بالماء لفترة طويلة كالخَضراوات الورقية والخِيار، وتجنُب الوجبات الثقيلة أو الساخنة التي تزيد من حرارة الجسم وتتسبب في سحب الدم للجهاز الهضمي وتجنب الأكل شديد الملوحة والمخللات.
كذلك تقليل تناول الأطعمة خارج المنزل لتجنب التسمم الغذائي، وما قد يُسببه من قيء وإسهال، وما يتبعهما من فقدان لسوائل الجسم أو حتى الجفاف، وأيضًا من ضعف للجهاز المناعي.
وتجنب اختلاط كبار السن أو أصحاب الأمراض المُزمنة بغض النظر عن الفئة العمرية بأي من أفراد العائلة عند إصابتِهم بنزلة معوية أو أعراض إصابة الجهاز التنفسي أو أي من الأمراض الانتقاليَّة (المُعدية)، وذلك لضعف جهازهم المناعيّ.