الاستراتيجية الوطنية للصحة ( 2024-2030)

سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة: إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 كان أمرًا ضروريًا في رحلة نظام قطر الصحي، حيث كان العمل بالاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 له تأثير عميق على صحة شعبنا ونظام الرعاية الصحية في بلدنا في السنوات الخمس الماضية.
إن إنجازات الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 قد حققت نتائج ملحوظة واسعة النطاق فيما يتعلق بنتائج المرضى، بدءًا بتحسين صحة الأسنان للأطفال، ومرورًا بتحسين خدمات القبالة للنساء، وتيسير حصول كبار السن على الرعاية الصحية، وانتهاءً بتعزيز خدمات الصحة النفسية في مجتمعاتنا. وتتجلى التحسينات على مستوى النظام الصحي من خلال تطوير الإطار الوطني لمحو الأمية الصحية، وإطلاق الملف الوطني للأمراض المزمنة في قطر، ووضع مبادئ توجيهية وطنية متعددة، بما في ذلك الصحة المهنية والعافية في مكان العمل.
كما حققت الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 العديد من الإنجازات الأخرى التي يجب الاحتفال بها، وأود أن أشير إلى الجهود البارزة لجميع المعنيين، كما أود أن أشكرهم على جهودهم المتفانية التي أثرت بشكل عميق على صحة ورفاهية سكان قطر. فقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 مؤشرًا لرفع معايير الجودة، كما قامت بإرساء أساس راسخ للتطوير المستمر لتقديم أفضل رعاية صحية لأمتنا.

وفي ظل القيادة الحكيمة وبتوجيهات من صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تواصل رؤية قطر الوطنية 2030 في وضع دولة قطر كدولة متقدمة قادرة على استدامة تنميتها وتوفير مستوى معيشي مرتفع لشعبها وللأجيال القادمة، طامحين لأن تكون الدولة التي تتمتع بأعلى مستوى من جودة الحياة، خاصة للأسر والعائلات. ومن أجل دعم رؤية قطر 2030، تتطلع استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر 2024-2030 إلى مساعدة الدولة على تحقيق أهدافها المتمثلة في تحسين وتعزيز الصحة العامة لسكانها، مع الاعتراف بدور التميز في الرعاية الصحية للقيام بذلك. وستبني الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 على هذا العمل لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 والمساعدة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030، من خلال عدد من النتائج والمبادرات المرتبطة بالمجالات ذات الأولوية في الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030.
وستستند الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 على ثلاث مجالات ذات أولوية وهي: صحة السكان، مع التركيز على النتائج الفردية والسكانية؛ تقديم الخدمات، مع التركيز على مقدمي الخدمات والرعاية المتكاملة وتجربة المريض؛ وكفاءة النظام الصحي، مع التركيز على عوامل تمكين النظام الصحي. وتعكس هذه المجالات ذات الأولوية تلك التحديات المتبقية التي تواجهنا، بما في ذلك خفض معدل الإصابة بالأمراض غير الانتقالية، وتوحيد المسارات المتكاملة للمرضى، وتحويل نظامنا الصحي إلى نظام رقمي بالكامل. تولي الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 تركيزاً قوياً على التنفيذ الذي سيضمن دعم المشاركين عبر النظام بشكل جيد لضمان تسليم المنجزات على مستوى المشروع. وعليه، فإنني أثق الثقة الكاملة في نجاح هذه الاستراتيجية.
ساهم العديد من أصحاب المصلحة في تصميم الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 بما في ذلك من داخل النظام الصحي القطري والقطاعات الأخرى والمنظمات والخبراء وممثلي المرضى. وأود أن أتقدم بالشكر لكل من ساهم على جهودهم المتميزة.
إن رؤيتنا للنسخة الثالثة من الاستراتيجية الوطنية للصحة هي رؤية شجاعة وواضحة: فنحن نطمح إلى تقديم مجتمع يركز على الصحة لسكان دولة قطر ويدعمه نظام صحي متكامل يركز على التميز السريري والاستدامة والابتكار، وإنني أتطلع إلى أن أشهد تحقيق هذه الرؤية في السنوات القادمة.